تسببت الأمطار الرعدية القوية التي تهاطلت، مساء الخميس الماضي بعدة ولايات شرقية، في حدوث تسربات للمياه داخل سكنات المواطنين بعدة ولايات، كما غمرت السيول شوارع بأكملها، ما أدى إلى تعطل حركة السير، فيما اضطر مواطنون في بعض البلديات للخروج من سكناتهم، و المبيت في العراء. ففي باتنة، أدت الأمطار الرعدية المتساقطة، أول أمس، إلى فيضان أودية ومجاري مائية، واجتاحت السيول مساكن ومؤسسات تربوية، خاصة ببلديات الجهة الغربية، على غرار وادي الماء وقصر بلزمة، أين هرعت فرق للحماية المدنية، من أجل إعانة عائلات وتلاميذ مدارس بعد أن حاصرتهم المياه الفيضانية. مصالح الحماية المدنية لولاية باتنة، سجلت عدة تدخلات في أعقاب الأمطار الرعدية المتساقطة بكميات متفاوتة بين المناطق، حيث سخرت فرقا وإمكانيات مادية وبشرية إثر تسجيل تسرب للمياه إلى مساكن وأقسام دراسية، بالمشاتي الواقعة بين بلديتي وادي الماء وقصر بلزمة، وتدخلت الحماية المدنية بمشتة أولاد حريزة الشرقية والغربية ومشتة الشماري، بعد أن غمرت السيول والأوحال الناتجة عن الأمطار الرعدية لمساكن ومستودعات وقسمين بمدرسة بوهناف السعيد. السيول تكشف عيوب الانجاز بباتنة وسجلت مصالح الحماية المدنية، صعوبات في التدخل بعد أن غمرت السيول والأوحال للطريق الولائي الرابط بين بلديتي وادي الماء وقصر بلزمة، الذي كادت أن تشل به حركة السير، وقامت فرق الحماية المدنية المتدخلة بامتصاص المياه بواسطة المضخات، من المساكن التي غمرتها المياه وإجلاء عائلات، وتم تشكيل لجنة على مستوى المنطقة لإحصاء الأضرار بعد أن تدخلت إلى جانب الحماية المدنية السلطات العمومية على رأسها الأمين العام للولاية ورئيس دائرة مروانة. الأمطار الرعدية المتساقطة، كشفت عن عيوب في إنجاز مشاريع طرقات أيضا، حيث جرفت سيول الأمطار الأوحال في أجزاء من الطريق الاجتنابي الشمالي لمدينة باتنة، خاصة عند مفترق طرق حاجز الدرك الوطني، الذي كادت تشل به حركة السير بسبب المياه الطوفانية، التي كانت تنجرف من الوادي الأزرق باتجاه حي كشيدة. المياه غمرت بيوتا في قسنطينة و في بلدية ابن باديس بقسنطينة، تسبّبت الأمطار التي تهاطلت مساء أول أمس الخميس لمدة حوالي ساعة و نصف، في تشكل سيول داهمت مساكن تقع بحي الإخوة طعيوش الهش، كما غمرت المياه الأغراض التي كانت داخل المنازل، مما جعل بعض العائلات تقتحم سكنات اجتماعية مجاورة مُوجهة للتوزيع. السكان قالوا للنصر إن مياه الأمطار داهمت مساكنهم الهشة بشكل مفاجئ، مما أجبرهم على إحداث ثقوب في الجدران لتصريف السيول المحملة بالطمي و التي غمرت كل المساكن بعد أن وصل علوها إلى حوالي 1.50 مترا، فيما تم إيواء الأطفال في الأسقف، و أضاف محدثونا أنهم قضوا ليلة بيضاء رفقة الكثير من المتطوعين من أبناء البلدية، فيما ساهم رجال الحماية المدنية الذين تدخلوا بكثافة، في تصريف الماء من مساكنهم الهشة التي تعود إلى العهد الاستعماري و يقولون إنها تشهد نفس المشكلة للمرة الرابعة دون أن يستفيد قاطنوها من سكنات اجتماعية. كما داهمت مياه الأمطار الكثير من السكنات في حي الشهداء الهش وكذا أحياء أخرى بوسط البلدية، و قد كان أول المتضررين منها سكان الطوابق السفلية في حي 450 مسكنا "الأتراك"، أين وجدنا شباب جمعية كافل اليتيم ينظفون مقرهم ويقومون بإخراج ما فيه من مواد غذائية تم جمعها من المحسنين، وهو نفس العمل الذي كان يقوم به صاحب مطعم مجاور، وغير بعيد وجدنا سكانا منهمكين في تنظيف مدخل العمارات وقد ارتفع فيها منسوب الطمي إلى حوالي 30 سنتيمترا، حيث تم الاستعانة بآليات سخرتها الولاية. وفي جولة قمنا بها داخل أحياء وشوارع بلدية ابن باديس، وقفنا على أثار المياه الطوفانية التي صبت فيها من أعالي الجبال التي تحد البلدية من جهة الجنوب، أين غمر الطمي و السيول معظم الأحياء الواقعة وسط المدينة، إضافة إلى تضرر بعض الشوارع أين أتلفت الطبقة الإسفلتية التي هيئت بها الكثير من الطرقات، كما عرفت معظم البالوعات انسدادا أدى إلى ارتفاع منسوب المياه. وبالموازاة مع ذلك، عقد ممثلون عن الأحياء المتضررة صباح أمس، لقاء مع السلطات المحلية في مقر البلدية، حيث قدمت خلاله وعود بالتكفل بانشغال قاطني حي طعيوش على أن يخلوا الشقق التي تم اقتحامها بمشروع 50 سكنا عموميا إيجاريا، وهذا من أجل فرز المندسين الذين اغتنموا الفرصة وقاموا بهذا السلوك، فيما طلب ممثل الوالي من الحاضرين تنظيف المساكن بمساعدة ولائية والعودة إليها، في انتظار ما ستسفر عنه جلسة عمل مقررة في مقر ديوان الوالي نهار اليوم، لمناقشة وضعية ومشاكل الحي و تذليل كل الصعوبات الإدارية التي حالت دون تجسيد البرامج السكنية الموجه للأحياء المتضررة في إطار البناء الريفي بالبلدية. أما في ولاية تبسة، فقد اجتاحت الأمطار العديد من المدن، متسببة في سيول جارفة غمرت الشوارع، و الأزقة، و تسلل بعضها للمؤسسات التربوية على غرار ابتدائيتي زمولي، و قرفي، كما تسببت في نفوق 3 بقرات، و خروج بعض السيارات عن مسارها، و لم تسلم البنية التحتية من خطر هذه السيول الجارفة، و خاصة ببعض الأحياء. و بدت البالوعات مسدودة فيما كانت المياه تتدفق من كل الجهات، و لم تقتصر حركة المياه على المناطق السفلية من مدينة تبسة فحسب، بل تعدت ذلك للمناطق المرتفعة، كما غطت العديد من الشوارع على غرار شارع طريق قسنطينة، و مفترق الطرق المؤدي إلى حيي الزاوية بعد فيضان وادي زعرور، و في المقابل تلقت الحماية المدنية عدة نداءات من المواطنين للتدخل في كل من تبسة، والعقلة، والشريعة وبكارية على وجه الخصوص، و قد تسببت هذه الأمطار في صعوبة السير بالنسبة للمواطنين و بعض المركبات، كما أثرت على الطرق التي تأثرت بفعل موجة المياه المتدفقة. و في غمرة ذلك تساءل المواطن التبسي عن الجدوى من تلك المشاريع المخصصة لحماية المدن من الفيضانات و مياه الأمطار، و عن دور هذه البالوعات في امتصاص المياه، إذا علمنا أن مصالح الأرصاد الجوية بتبسة كانت قد قدرت كمية الأمطار المتساقطة على الولاية منذ يوم الخميس، بنحو 35 ملم، متوقعة سقوط كميات أخرى بفعل الإضطراب الجوي يوم الجمعة. من جهتها مصالح الحماية المدنية كانت قد وضعت عناصرها في حالة تأهب تحسبا للاضطراب الجوي النشط، أين سجلت 21 تدخلا تمحور أغلبها حول امتصاص مياه الأمطار من داخل العديد من المنازل، و مداخل بعض العمارات، أين تم امتصاص المياه بعدة أحياء على غرار وسط المدينة، و الزاوية، و الجرف، و لرمونط، و طريق الكويف، و المرجة، و طريق المطار بتبسة، و هو الأمر نفسه بأحياء من بلدية العقلة، و مدينة الشريعة، و بعضها الآخر تمحور حول كيفية فتح الطرق التي غمرتها السيول، و الطمي، حيث تم إنقاذ بقرة من الغرق بمنطقة الطاقة ببلدية بكارية، فيما نفقت 3 بقرات ببلدية بكارية لتواجدها بالقرب من الوادي الذي فاض بالمياه، كما تم إخراج سيارة، و شاحنة لنقل المحروقات تابعة لنفطال كانتا عالقتين بمجرى الوادي. أما بولاية قالمة، و بعد موجة جفاف طويلة، عاد وادي بوحمدان إلى النشاط من جديد مساء الخميس عقب عاصفة قوية ضربت الإقليم الغربي للولاية و حركت المجاري المائية الطبيعة بالمنطقة و غمرت الحقول الزراعية و ألحقت أضرارا بالمنازل و الطرقات بعدة قرى و تجمعات ريفية. و تدفقت مياه الفيضان بقوة باتجاه مجرى وادي بوحمدان و رفعت منسوبه و أنعشت السد الكبير الذي انخفض منسوبه إلى أدنى المستويات في واحدة من أسوأ موجات الجفاف التي تضرب المنطقة منذ عقود طويلة. و تجمع السكان حول مجرى وادي بوحمدان لمشاهدة أول فيضان منذ الشتاء الماضي معربين عن سعادتهم و أملهم في سقوط مزيد من الأمطار الخريفية لإنقاذ أكبر سد بقالمة من الجفاف. و تناقل السكان صور الفيضان عبر مواقع التواصل الاجتماعي و كأنهم يحتفلون بموعد هام انتظروه طويلا. و مرت العاصفة الماطرة ببعض بلديات الغرب و الجنوب الغربي و لم تستمر طويلا و لم تصل إلى باقي مناطق الأخرى لكنها كانت قوية على ما يبدو و أحدثت فيضانات سريعة بحوض المصب الذي يغذي أكبر سد بالمنطقة يزود السكان بمياه الشرب و يسقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة.