قال الجنرال ميشال عون أمس بالعاصمة السورية إنه يريد فتح صفحة جديدة مع دمشق بعد عدة سنوات من القطيعة والعداء المتبادل. وقال قائد التيار المسيحي الحر في ندوة صحافية عقدها بعد لقاء جمعه بالرئيس السوري بشار الأسد أننا نريد أن نفتح صفحة جديدة بيننا لا غالب فيها ولا مغلوب وإقامة علاقات متوازنة مبنية على الانفتاح والاحترام المتبادل. وقال عون بمناسبة اليوم الأول من زيارته التاريخية إلى العاصمة السورية أن دمشق تشجع على إجراء انتخابات عامة الربيع القادم في لبنان وتعهدت بعدم التدخل فيها بأي شكل من الأشكال. وكان ميشال عون الذي قاد حكومة انتقالية بين سنتي 1988 و1990 قاد "حرب تحرير" ضد سوريا في إشارة إلى مساعيه لإخراج القوات السورية من منطقة البقاع اللبناني ولكنه فشل في تلك المهمة واضطر للفرار إلى فرنسا واللجوء إليها لقرابة عقدين من الزمن. ولكن الجنرال الذي دخل في صراع مع أحزاب الأغلبية النيابية مع حزب الله وحركة أمل الشيعية التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري استغل مناسبة هذه الزيارة للمطالبة بتحديد مصير حوالي 650 مفقودا أو معتقلا لبنانيا في سوريا والذين اختفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وكان ميشال عون عاد إلى لبنان سنة 2005 شهرا واحد بعد انسحاب القوات السورية من لبنان تحت ضغوط دولية متزايدة بعد ربع قرن من التواجد. ولا يستبعد أن تشن أحزاب الأغلبية النيابية حملة انتقادات ضد عون على خلفية هذه الزيارة تماما كما حدث له عندما انضم إلى تحالف معارض للحكومة بقيادة حزب الله وحركة أمل الشيعية.