قال زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون بعد لقاء دام ساعتين مع الرئيس السوري بشار الأسد إنه فتح صفحة جديدة مع دمشق، مشددا على أن "من يتوقف عند الماضي لن يستطيع بناء المستقبل"، ودافع عون في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة السورية عن الزيارة، مؤكدا أن الأشخاص تغيروا والظروف تغيرت ولا يمكن استنساخه. لفت المتحد إلى وجود فرق بين الرئيس بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد، وقال في المؤتمر "تجاوزت الماضي والآن تفتح صفحة جديدة من التاريخ والعلاقات الطبيعية بين سوريا ولبنان"، وسخر زعيم التيار الوطني الحر من انتقادات خصومه في لبنان للزيارة، وقال إن "الطائرة التي تطير بسرعة 60 كيلومترا في الساعة لن تتأثر بصواريخ سرعتها 40 كيلومترا"، ووصف عون لقاءه بالرئيس السوري بأنها "جلسة مصارحة مشتركة وإظهار حسن نية" من الطرفين ولم يتقدم أي منهما بمطالب من الآخر, مع العلم أنه قال قبل اللقاء إنه يتمنى أن تكون زيارته هذه بداية "لمرحلة مشرقة" في العلاقات بين البلدين. وقال إنه تحدث مع الرئيس الأسد وكان حديثا "لتنقية الوجدانيين السوري واللبناني". ونفى عون في المؤتمر أنه كان معاديا لسوريا في السابق، مؤكدا أن خصومة كانت بينه وبين النظام "بسبب سوء إدارة الحكم في لبنان وخلافاتي مع خصومي في الداخل"، وردا على سؤال حول ما إذا كان قد تطرق خلال اللقاء إلى قضية اللبنانيين المفقودين أي الذين يرجح وجودهم داخل سجون سوريا، قال عون إن هنالك لجانا مشتركة بين البلدين، معربا عن أمله بأن يتم إنجاز الملف سريعا، وقال المسؤول اللبناني الذي سيمضى في سوريا خمسة أيام يلتقي فيها هيئات مسيحية "طالما هنالك إرادة وعقل سنصل حتما إلى حلول للمشاكل السابقة والعالقة تحترم مصالح البلدين". وبخصوص قضية مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل قال عون إنها "ليست إشكالية بين لبنان وسوريا وإن الخلاف يقتصر فقط على توقيت الترسيم"، وكانت صحيفة تشرين السورية قد نقلت عن وزير الإعلام السوري محسن بلال قوله إن دمشق ترحب بعون كزعيم لبناني وطني يحظى باحترام في المنطقة، وفي إطار ردود الفعل على الزيارة بلبنان قالت مراسلة الجزيرة في بيروت بشرى عبد الصمد إن أصداءها بدأت قبل أن تبدأ، مضيفة أن انتقادات متعددة لها أتت من قبل قادة فريق 14 مارس، وأوضحت أن رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر أن عون "يتسرع" في قيامه بالزيارة خصوصا أن هنالك "ملفات لا تزال عالقة بين البلدين"، وقالت إن جعجع اعتبر أن زيارة عون توحي بأن الخلاف بين الطرفين السوري واللبناني انتهى، ومضت المراسلة إلى القول إن هناك فريقا لبنانيا آخر اعتبر أن الزيارة طبيعية في ظل عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين.