أشاد رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "أنتربول" ونائب وزير الأمن العمومي بجمهورية الصين، مينغ هونغوا، بالرؤية والمقاربة الجزائرية في مجال تعزيز التعاون الدولي، والتي تعتبر في صميم الرؤيا التي تتبناها منظمة "الأنتربول"، منوها بالاحترافية والأداء العالي لرجال الشرطة التي لمسها خلال زيارته لبعض هياكل الأمن الوطني. وأوضح أنه بالنظر للتحديات الأمنية الدقيقة والتطور الهائل في مجال التكنولوجية والعولمة، يجب تعميق التعاون بشكل كامل واستراتيجي، مع الرفع من قدرات أجهزة إنفاذ القانون عبر العالم، مؤكدا استعداد منظمة الأنتربول على توسيع مجالات التعاون، معربا في الختام على دعمه لسيرورة تطور منظمة الأفريبول. وأشاد رئيس "الأنتربول" في تصريح للصحافة عقب زيارة وحدة جمهرة العمليات الخاصة للشرطة ببودواو (بومرداس)، بالكفاءة العالية والتنظيم الجيد والمحاكاة القريبة من الواقع للاستعراضات والتمارين التطبيقية القتالية التي نفذت بالمناسبة. «كنت منبهرا بعدما شاهدت هذه التمارين عن قرب"، قال السيد مينغ هونغواي التي تميزت حسبه "بمهنية عالية وكفاءة كبيرة لعناصر هذه الوحدة الشرطية الخاصة، إضافة إلى أنها (الاستعراضات) قريبة جدا من الأوضاع والظروف الميدانية الحقيقية وتشبه 100 بالمائة الواقع من حيث التقنيات الشخصية للعناصر أو التنظيم العام للعمليات التمرينية"، "أنا متأكد يضيف رئيس "الأنتربول" أنّ هذه الوحدة الشرطية الخاصة تعد بمثابة "قوة رادعة وحاسمة" بالنسبة للشرطة الجزائرية في محاربة الجريمة بمختلف أشكالها مع تمنياته أن تتمكن هذه القوة الشرطية في المستقبل من المساهمة في استقرار وأمن الجزائر. من جهته، ثمّن اللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، رئيس "الأفريبول" العلاقات القوية والتاريخية التي تجمع الجزائر بجمهورية الصين الشعبية، مشيرا إلى أنّ هذه الزيارة تعكس الأهمية التي يوليها رئيس "الأنتربول" للمجتمع الدولي الشرطي وسعيه لترقية آليات التعاون على الصعيدين الجهوي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة. ومن منطلق الانشغال بتنامي آثار الجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود، أكد رئيس الأفريبول أن الجزائر مستمرة في الإصلاحات لتطوير مقاربة شاملة ومتكاملة للمساهمة في تعزيز نشاط المجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المشتركة في مجال الأمن، مؤكدا أن الشرطة الجزائرية على استعداد تام لوضع تجربتها وخبرتها تحت تصرف المجتمع الدولي لتدعيم مساعي التصدي بفعالية للتهديدات الأمنية المختلفة، موضحا أن هذه التجربة الثرية والمكتسبة بفضل العمل الميداني في محاربة مختلف أشكال الإجرام، تندرج في إطار مقاربة وطنية ترتكز على الاحترافية، تعزيز علاقة الثقة مع المواطن وترقية التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف على الصعيدين الجهوي والدولي. كما ثمّن هامل، التطور الذي تعرفه هذه الهيئة على غرار وضع أرضية تبادل للمعلومات والاتصال بين أجهزة الشرطة الإفريقية "أفسيكوم"، وإنشاء مكاتب الاتصال الوطنية لأفريبول، كما أوضح أنّ هذا المخطط يشمل أيضا تعزيز القدرات الفردية بالتنسيق مع المراكز الإفريقية المتطورة ذات الصلة، مشيرا في هذا الشأن، إلى أنه لا يتوانى عن التذكير بأهمية آلية الأفريبول في النظام الأمني الجديد، في مختلف المحافل الدولية. للإشارة، زار المسؤولان الأمنيان مركز القيادة والسيطرة بالجزائر العاصمة، كما تابع الحضور عرضا مصورا حول مهام وتنظيم المديرية العامة للأمن الوطني ومختلف مراحل التطور والعصرنة التي عرفتها الشرطة الجزائرية في مجال تكوين المورد البشري، عصرنة الوسائل التكنولوجية الذكية المستعملة في مواجهة الجريمة والتصدي لها في ظل تطبيق قوانين الجمهورية واحترام مبادئ حقوق الإنسان. وخلال جولته عبر مختلف أقسام، تلقى الضيف شرحا وافيا عن التطور الذي حققه هذا المركز في مجال خدمة المواطنين والحفاظ على الأمن والممتلكات، كما تعرّف على المهام الأساسية المنوطة بجهاز الأمن الوطني، من خلال متابعة خريطة توزيع التشكيلات الأمنية العملياتية وكيفية استغلال الأنظمة الذكية في تسيير حركة المرور والسهر على انسيابيتها، وكذا الاستجابة لنداءات المواطنين والتكفل بها عبر خدمة الخط الأخضر 1548، كما زار مقر أمن ولاية الجزائر لأجل التعرف على النظام الذكي الجديد الذي جهزت به غرف الوقف تحت النظر للأشخاص الموقوفين، حيث نوّه رئيس الأنتربول بهذا المكسب الذي يترجم مدى الاهتمام الذي توليه القيادة العليا للأمن الوطني في مجال المحافظة على كرامة الموقوفين تحت النظر في ظل تطبيق قوانين الجمهورية ومبادئ حقوق الإنسان، مشيدا بالممارسات القانونية والإنسانية التي أصبحت تميز العمل الشرطي ببلادنا، والمكانة الدولية التي تبوأتها الشرطة الجزائرية على الصعيدين الإقليمي والدولي. في سياق متصل، أبرز السيد مينغ هونغواي أوّل أمس، "الدور المحوري" للجزائر في استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب. وفي تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أوضح أنه تطرق مع وزير الخارجية إلى "التحديات الأمنية التي يواجهها العالم بصفة عامة والمنطقة بصفة خاصة لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة السرية والتهريب بجميع أنواعه والعلاقة بين جميع هذه الظواهر". وبعد أن ذكر أنه تناول مع وزير الشؤون الخارجية "تدعيم التعاون بين الأنتربول والشرطة الجزائرية" صرح السيد هونغواي أن الجزائر حققت "تقدما في مكافحة الإرهاب"، واصفا هذه التجربة ب«الثمينة" بالنسبة للمجتمع الدولي و«التي ينبغي على الجميع الاقتداء بها".