أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس، عن تسجيل حالتي وفاة على مستوي ولاية البليدة بداء الكوليرا، فيما تم التأكد من إصابة 46 حالة من بين 139 حالة تم استقبالها بالمستشفيات منذ 7 أوت الفارط، منها 3 حالات بالبويرة و25 حالة بالبليدة، بالإضافة إلى 18 حالة بتيبازة و22 حالة بالجزائر العاصمة، وحالة واحدة بولاية عين الدفلى. وكشفت تحقيقات مصالح الصحة أن منبعا للمياه ببلدية حمر العين بتيبازة المسمى "سيدي الكبير" هو أحد بؤر انتشار الوباء، بعد أن أكدت التحاليل المخبرية وجود جرثوم "فيبريون كوليريك"، ما استدعى تدخل السلطات المحلية لردم وغلق المنبع ومنع استهلاك مياهه. وارتفعت حصيلة وفيات داء الكوليرا بولاية البليدة، حسب بيان الوزارة إلى حالتين بعد تأكيد معهد باستور، مساء أول أمس الجمعة، أن التحاليل الطبية التي أجريت للضحية الثانية (امرأة)، التي تبلغ من العمر 53 سنة وكانت تعاني من تعقيدات صحية، تعود لإصابتها بداء الكوليرا. كما ارتفعت عدد الحالات التي استقبلها مستشفى بوفاريك إلى126 حالة، وهي تخضع حاليا إلى العلاج في الوقت الذي غادرت فيه 29 حالة بعد تماثلهم للشفاء، منها 21 حالة من ولاية البليدة، و07 من تيبازة وحالة واحدة من العاصمة، في حين تم الإبقاء على 47 حالة لتلقي العلاج . وحسب بيان الوزارة، فإن كل المصابين تم التكفل بهم على مستوى المؤسسات الإستشفائية المتخصصة، على غرار الهادي فليسي (القطار سابقا)، والمؤسسة العمومية لبوفاريك، وقد تم تسجيل مغادرة 39 حالة بعد تماثلهم للشفاء . من جهة أخرى، كشفت التحقيقات والتحريات الوبائية التي قامت بها مصالح الصحة عن وجود جرثوم الكوليرا من صنف "فيبريون كوليريك" بمنبع للمياه ببلدية حمر العين بولاية تيبازة، وتم غلقه من طرف السلطات المحلية لمنع المواطنين من اقتناء المياه منه. مراقبة 10 نقاط لجمع المياه مشكوك فيها في سياق متصل، أكد مدير معهد باستور، زوبير حراث، أن عدد المنابع المائية ومجمعات المياه التي تم تشكل خطرا على صحة المواطنين قدرت ب10 نقاط من أصل 25 نقطة، منها صهاريج تم تحليل عينات من مياهها بأحياء خزرونة وبوقرة بولاية البليدة، وأحمر العين بتيبازة، بالإضافة إلى مراقبة عدد من الآبار التابعة للخواص والأودية. وتوقع مدير معهد باستور، إمكانية تلوث عدد من الآبار من دون علم أصحابها، داعيا كل المواطنين الذين لديهم أبار إلى مراقبتها ومعالجتها واتخاذ عدة تدابير وقائية، على غرار غسل الجيد لليدين بالماء الطاهر والصابون عدة مرات باليوم، وخصوصا قبل ملامسة المواد الغذائية وقبل اخذ الوجبات، مع استعمال المطهر لغسل الخضر والفواكه قبل استهلاكها، وغلي الماء المخزن وإضافة قطرات من ماء "جافيل" قبل استعماله. من جهته، أكد المدير العام للوقاية بوزارة الصحة والسكان إصلاح المستشفيات، جمال فورار، عقب اجتماع تنسيقي جمع إطارات الوزارة، أن أول بؤرة وباء الكوليرا سجل ببلدية عين بسام بولاية البويرة مطلع شهر أوت الفارط، حيث تم حسبه نقل العدوى إلى عائلة من البليدة عند زيارتها لأحد أفراد عائلتها بالبويرة كان مصابا بالمرض، ما جعل الوباء ينتقل إلى بلدية بوفاريك، قائلا في هذا الصدد "من منطلق أن كل مصاب بحمى الكوليرا يمكنه نقل العدوى إلى 9 أشخاص فقد انتقلت العدوى بسرعة". أما فيما يخص عملية غلق منبع سيدي الكبير ببلدية أحمر العين بتيبازة، أشار فورار إلى الاشتباه في إصابة 19 شخصا من نفس العائلة بداء الكوليرا بعد شربهم من المنبع، وهو ما استدعي تحليل عينات من المنبع من طرف معهد باستور، الذي أكد عدم صلاحية مياه المنبع بسبب اكتشاف جرثوم الكوليرا بها. كما أكد المدير العام للوقاية بالوزارة أن التحقيقات التي تقوم بها مصالح الصحة، للتأكد من مصادر انتشار الوباء، قد تكون طويلة ومعقدة، بالنظر إلى عدم توفر ما يسمح بتتبع مصادر المواد الغذائية التي تناولها المصابون خاصة الخضر والفواكه.