أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، أمس، عن ميلاد "جبهة شعبية" مفتوحة لكل القوات الحيّة والأحزاب وممثلي المجتمع المدني، من أجل لم الشمل وتوحيد الصفوف وتعزيز الجبهة الداخلية، مشيرا إلى أن هذه الجبهة التي سيجمع أعضاءها "ميثاق شرف" تأتي تلبية للنداء الذي تضمنته الرسالة الأخيرة لرئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد، وتهدف إلى "الرد على التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الجزائر ممثلة في الإرهاب والفساد والمخدرات". وأوضح الأمين العام للأفلان في ندوة صحفية أعقبت عقد اجتماع المكتب السياسي للحزب، أن المشروع التمهيدي لميثاق الشرف الذي أعده المكتب السياسي للحزب، استنبط من الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، للشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بالذكرى المزدوجة ل20 أوت والمخلدة لتفجيرات الشمال القسنطيني في 1955 وانعقاد مؤتمر الصومام في 1956، والتي يدعو فيها الرئيس "الشعب بالجزائري إلى تكوين جبهة شعبية صلبة لحماية ثوابته وتوطيد وحدته وحماية استقراره في مواجهة التحديات المعلومة والتهديدات المحتملة"، مضيفا بأن الرئيس دعا من أجل تحقيق هذا المسعى إلى "لم الشمل وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية وفي مقدمتها المخدرات، الرشوة والفساد والإرهاب. وإذ أكد ولد عباس، انخراط الحزب بشكل فوري في هذا النداء، وجه بدوره نداء إلى جميع الأحزاب ومنظمات أرباب العمل والنقابات والجمعيات الطلابية والمهنية للالتحاق بالجبهة الشعبية، موضحا أنها "فضاء مفتوح للجميع بغض النظر عن الاختلاف في المشارب والأفكار، مذكرا في هذا الإطار بالتحاق حزبين معارضين إلى قائمة ال26 تنظيما داعما لاستمرارية الرئيس في الحكم، منها 15 حزبا والبقية منظمات جماهيرية ونقابية. جبهة شعبية بقيادة جماعية ومن بين خصوصيات الجبهة الشعبية التي أعلن عنها ولد عباس، أنها ستكون بدون زعامة أو قيادة، حيث يشترك الجميع في قيادتها ويلتزم بميثاق الشرف الذي يربط أعضاءها، مشيرا إلى أن هذا الميثاق سيجري إثرائه قبل تقديمه إلى رئيس الجمهورية للاطلاع عليه. وأوضح بأن محتوى هذا الميثاق مستنبط من رسالة رئيس الجمهورية،"التي بدورها" أعدها الرئيس على ضوء بيان أول نوفمبر"، مشيرا إلى أن القواعد التي ستضبط ميثاق الشرف ستلتزم بها الأطراف الموقّعة عليه لعدة سنوات بهدف الإسهام في حفظ الأمن والاستقرار وتكريس الطمأنينة التي دفعت من أجلها الجزائر فاتورة ثقيلة إبان مرحلة المأساة الوطنية. وحدد ولد عباس، هدف الوصول إلى مليون مناضل منخرط في الجبهة الشعبية مع نهاية السنة الجارية المغرب أغرق الجزائر بالمخدرات على صعيد آخر تطرق جمال ولد عباس، إلى الخطر الذي باتت تواجهه الجزائر بسبب كميات المخدرات الهائلة التي تحجزها مصالح الأمن عبر الحدود الغربية، حيث أشار إلى أن "الجارة الغربية أغرقت الجزائر بالمخدرات". وامتنع ولد عباس، عن التعليق على التغيرات الأخيرة التي مست قيادات النواحي العسكرية وإطارات والجيش الوطني الشعبي، حيث اكتفى بالقول إن "رئيس الجمهورية هو وزير الدفاع الوطني والقائد الأعلى للقوات المسلّحة، ونائبه الفريق قايد صالح، يقوم بمهامه على أكمل وجه"، معتبرا التدخل في شؤون المؤسسة العسكرية لا يعنيه كون مسؤول حزبي فقط ملتزم بدوره فقط. وأشاد ولد عباس، بالمكانة التي تتمتع بها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، مستدلا بزيارة كاتب الدولة الأمريكي المكلف بمكافحة الإرهاب إلى الجزائر "تقديرا من واشنطن بالجهود والخبرة التي تتمتع الجزائر فيها في هذا المجال". وصف أطراف المعارضة ب"الحركى الجدد" ولم يفوت الأمين العام للأفلان فرصة الحديث عن تطورات الساحة السياسية لتوجيه انتقادات لاذعة لبعض أطراف المعارضة، إلى درجة أنه أطلق عليها وصف "الحركى الجدد الذين يقومون بتسويد صورة الجزائر وانتقاد كل شيء"، على حد تعبيره. كما لم يتوان في الإعلان بأنه هو من يقوم بتقييم الوزراء وليس الأفلان، وذلك في رده عن سؤال خاص بنظرة الحزب لأداء الطاقم الحكومي. وقلل ولد عباس، من حدة التهويل الذي صاحب انتشار مرض "الكوليرا"، حيث استشهد بكون عدد الإصابات المسجلة في العالم كل سنة تقدر ب4 ملاين منها 122 ألف حالة وفاة، حسب الإحصائيات الرسمية للمنظمة العالمية للصحة، "في الوقت الذي لم تسجل فيه الجزائر سوى حالتي وفاة فقط"، ملقيا اللوم لدى تطرقه إلى أسباب انتشار الوباء على المواطن الذي لا يضطلع حسبه بدوره في تنظيف المحيط.