يلتحق أزيد من 9 ملايين تلميذ من الأطوار التعليمية الثلاثة اليوم بمقاعد الدراسة، موزعين على 27351 مؤسسة تربوية، إضافة إلى الأقسام الجاهزة التي تم الاستعانة بها لمواجهة مشكل الاكتظاظ خلال هذا الموسم. وتشرف وزيرة التربية، نورية بن غبريط رفقة وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية على الانطلاق الرسمي للموسم الدراسي الجديد 2018 /2019 من ولاية معسكر تحت شعار «لنجعل من العيش معًا في سلام مكسبا ومبدأ تربويا». وقد اتخذت وزارة التربية كل التدابير الضرورية لضمان سنة دراسية ناجحة ودخول مدرسي محكم، وفقما أكدته الوزيرة بن غبريط عشية انطلاق الموسم الدراسي الجديد، حيث أشارت إلى أن التحضير لهذا الموعد الهام شرع فيه مع بداية السنة الجارية، أي في شهر جانفي الماضي، وذلك من خلال عمل استشرافي قام به إطارات وخبراء القطاع، لتجنب الوقوع في نفس المشاكل التي عرفتها السنوات الدراسية الماضية، لاسيما بعد عمليات الترحيل المكثفة التي عرفتها العديد من الولايات والتي نتج عنها تجمعات سكانية جديدة، مما سيبقي على مشكل الاكتظاظ في الأقسام ببعض الولايات وبنسب متفاوتة. وقدرت وزارة التربية عدد التلاميذ المتوقع استقبالهم هذا الموسم ب9269892 تلميذ، يمثل منهم تلاميذ التعليم الابتدائي 48,8 بالمائة من مجموع التلاميذ، فيما تتوزع النسبة المتبقية بين تلاميذ التعليم المتوسط والثانوي والتحضيري. ولإنجاح السنة الدراسية الجديدة، عمدت وزيرة التربية إلى تنصيب خلايا لمتابعة الدخول المدرسي، منها الخلية المركزية التي تتكفل بالتدخل تلقائيا لمعالجة أي نقص قد يسجل، فضلا عن تنصيب خلية على مستوى كل واحدة من المفتشيتين العامتين لاستغلال المعلومات التي ترد من المفتشين المكلفين بالمتابعة اليومية والتقييم المستمر للدخول المدرسي في كل مقاطعة بيداغوجية، لاسيما في ظل اعتراف الوصاية بأن الموسم الدراسي الجديد سيشهد اكتظاظا في الأقسام بسبب عمليات إعادة الإسكان التي استفاد منها المواطنون، وارتفاع عدد الولادات الذي انعكس على نسبة التلاميذ الجدد المسجلين، حيث عرف عدد التلاميذ زيادة معتبرة خلال الفترة الممتدة ما بين 2000 و2018 قدرت بأزيد من 1,2 مليون تلميذ، أي بنسبة 6,8 بالمائة. ولمواجهة مشكل الاكتظاظ، تم توفير 27351 مؤسسة تربوية إلى جانب اللجوء الى الأقسام المهيأة بالبناءات الجاهزة التي وفرتها وزارة السكن وكذا الأقسام المتنقلة واعتماد نظام المناوبة. كما وجهت الوزارة تعليمات لمديري التربية تخص الجانب الإداري والتسيير البيداغوجي وتسيير الموارد البشرية والتسيير الجواري والتواصل، مشددة على ضرورة وضع خلايا استقبال وتنشيط على مستوى مديريات التربية والمؤسسات التعليمية لاستقبال الأولياء والتلاميذ وتشجيع إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ وإعلام المجموعة التربوية وتحسيسها عبر الفضاء الرقمي المخصص لأولياء التلاميذ. التعليم الابتدائي من الأولويات لتحقيق «المدرسة النوعية» في إطار مسعاها لتحقيق المدرسة النوعية، اتخذت وزارة التربية جملة من التدابير الرامية إلى تحقيق 3 أهداف، تشمل، تعزيز الجهود المبذولة في التحوير البيداغوجي من أجل بلوغ أعلى معايير الجودة المعتمدة على المستوى الدولي، شفافية التسيير الجواري مع تنفيذ ميثاق القطاع وفق المبادئ التي تشكل محور السياسة التربوية خلال السنة الدراسية، فضلا عن إعداد نظام يشكل مرجعية وطنية للتعليم والتقييم والتكوين ويرمي إلى تعزيز مكانة التكوين وتبني الاحترافية في ممارسات التعليم، وهو المعروف بنظام «ماروايت». وحسب نص منشور في إطار التوجيه العام المندرج في سياق التحضير للسنة الدراسية 2018 /2019، فإن برنامج الوزارة يرتكز ضمن محاوره على تنفيذ سيرورة «مدرسة النوعية» التي تطمح إليها جميع مكونات الجماعة التربوية والوطنية، انطلاقا من مضمون القانون التوجيهي للتربية الوطنية. وتؤكد الوثيقة الصادرة عن وزارة التربية الوطنية، بأن السياسة التربوية المتجددة للوزارة تستهدف دائما التعليم الابتدائي كمستوى ذي أولوية بهدف الحفاظ على تكافؤ الفرص لجميع الأطفال «والوصول إلى تعليم نوعي ومناسب وشامل متأصل في جزائريتنا ومدعم للنجاح المدرسي من خلال التركيز على التحوير البيداغوجي واحترافية موظفي قطاع التربية الوطنية ضمن دورات التكوين». كما تضمنت التدابير الجديدة تجديد مناهج تدريس العربية والأمازيغية في الطورين الابتدائي والمتوسط. ولتحقيق هذه الغاية، أرست وزارة التربية عددا من الإجراءات البيداغوجية تتعلق بتعزيز النظام التربوي من خلال توسيع التربية التحضيرية وتحسين نوعيتها وكذا إعادة إصلاح المنهاج بتنصيب برامج وطنية معاد كتابتها في الطور الثالث والأخير من التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط. كما تتضمن الإجراءات البيداغوجية الجديدة، تجديد تعليمية تدريس اللغة العربية واللغة الأمازيغية والرياضيات وترقيتها على مستوى التعليم الاجباري، إلى جانب تنفيذ مناهج جديدة لترقية مناهج تدريس اللغة العربية على مستوى الطورين الابتدائي والمتوسط. منحة 3 آلاف دينار تسلم قبل نهاية أكتوبر القادم قررت الوزارة في إطار برنامج الدعم المدرسي الإبقاء على سياسة دعم التلاميذ المعوزين من خلال تخصيص منحة التمدرس بقيمة 3000 دينار، مع الالتزام بتقديمها للتلاميذ في أجل أقصاه شهر أكتوبر القادم وتكليف المؤسسات التعليمية بتحيين وإنجاز قوائم التلاميذ المعوزين المستفيدين من هذه المنحة بالتنسيق مع لجان الدوائر المحلية. وضمانا لحسن استيعاب التلاميذ للبرنامج التعليمية على مستوى الأقسام النهائية، تلتزم الوزارة بإسناد أقسام السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط إلى الأساتذة المستفيدين من التكوين المتعلق بتنفيذ البرامج المعاد كتابتها. كما تلتزم الوزارة أيضا ضمن الإجراءات المتخذة، ترقية المدرسة الجزائرية، بالعمل على تقليص عدد الأفواج التربوية على مستوى الطور الأول من التعليم الابتدائي وتوسيع ذلك إن أمكن إلى السنة الأولى متوسط والسنة الأولى ثانوي، إضافة إلى فتح أفواج متعددة المستويات للمدارس الابتدائية التي تضم تعدادا إجماليا لجميع الأطوار وذلك حرصا على رفع مستوى الاستيعاب لدى التلاميذ. وقد قررت وزارة التربية السنة الماضية استغلال المناصب الشاغرة ببعض المناطق، خاصة بالمناطق النائية والجبلية، من خلال ضبط الخرائط المدرسية بدقة مع تفادي تعديلاتها المتكررة وتبلغيها إلى مديري مؤسسات التربية والتعليم في شهر جويلية الفارط. كما سيشهد الموسم الدراسي الجديد تعزيز قدرات الاستقبال في مستويات التعليم الثلاثة من خلال السهر على صيانة الأقسام ومراقبة انتظام تسليم الهياكل المدرسية والتجهيزات الجديدة، مع تقليص اللجوء إلى نظام الدوامين خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي. الانطلاق الفعلي في الدراسة بداية من اليوم الأول وضمن مسعى احترام البرنامج الزمني للدراسة وتفادي تسجيل أي تأخر في البرنامج مع نهاية الموسم الدراسي، أمرت وزيرة التربية الوطنية كافة المؤسسات التعليمية بتنفيذ العمليات المتعلقة بالدخول المدرسي في المؤسسات، من أجل ضمان الانطلاق الفعلي للدروس منذ اليوم الأول للدخول المدرسي. كما تتضمن الإجراءات التحضيرية التي تمت بالتنسيق مع الجماعات المحلية، فتح المطاعم المدرسية الداخلية ونصف الداخلية من اليوم الأول للدخول المدرسي والعمل على تحسين الوجبات ومتابعة تطبيق الأحكام التنظيمية السارية المفعول، إلى جانب متابعة النقل المدرسي، لاسيما في المناطق النائية وذلك بوضع مخطط للمناطق المعنية وكذا قوائم التلاميذ المقيمين بهذه المناطق. وعلى صعيد التكفل الصحي بالتلاميذ، فإن وزارة التربية الوطنية تتولى بالتنسيق مع مديريات الصحة، تجهيز وحدات الكشف والمتابعة الجيدة ومرافقة تشغيلها مع الحرص على تجسيد التعليمات الأخيرة المعلن عنها بعد ظهور حالات الإصابة بالكوليرا في بعض الولايات، منها على الخصوص توفير المياه والصابون في المدارس وتحسيس التلاميذ بأهمية احترام شروط النظافة وغسل اليدين عدة مرات في اليوم. لا تغيير في نظام البكالوريا لن يطرأ أي جديد على نظام امتحان البكالوريا هذه السنة، حسبما أكدته المسؤولة الأولى عن قطاع التربية مؤخرا، إذ سيكون بنفس نموذج بكالوريا السنوات الماضية مع تنشيط جلسات إعلامية تخصص لشرح محتوى مشروع إعادة تنظيم امتحان البكالوريا وامتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي بعد التوصل إلى إجماع وطني. وسيتواصل خلال هذه السنة النقاش حول ملف إصلاح البكالوريا قصد إثرائه والخروج بأفضل الحلول والاقتراحات، لاسيما مع الشريك الاجتماعي الذي يرتقب عقد سلسلة من اللقاءات مع ممثليه. وكانت وزارة التربية قد أعلنت عن 6 اقتراحات، تتعلق بإصلاح نظام امتحان البكالوريا، حيث خلصت الورشة الوطنية التي نظمتها الوزارة بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى تنصيب لجنة مشتركة بين القطاعين لمتابعة المقترحات قبل رفعها إلى الحكومة. وتتمثل الاقتراحات الستة، في مبدأ التدرج في إصلاح امتحان البكالوريا، وإدخال التقويم المستمر، وتقليص مدة الامتحان والإبقاء على الامتحان كما هو على أن تشمل التعديلات التوقيت الزمني للمواد، فضلا عن اقتراح الامتحان خلال ثلاثة أيام في المواد الأساسية وإدراج فيه الاختيار ما بين المواد المكملة حسب الشعبة، إلى جانب اقتراح إجراء دورتين، دورة مسبقة تتم في السنة الثانية ثانوي ودورة عادية في السنة النهائية. وحسب وزارة التربية الوطنية، فإن الإصلاحات ستكون مرحلية وتمتد إلى غاية سنة 2020، مؤكدة أن إعادة النظر في امتحان البكالوريا ستشمل أيضا مجالات تأمينه وتحييده ووضعه خارج نطاق الضرر بمصداقيته بالإضافة إلى إعادة هيكلة شكل وأداء الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بصفته الجهاز التقني والأداة التنفيذية لهذا الامتحان، ليصبح مؤسسة تعمل وفق كل المقاييس العصرية المعمول بها. ومن المقرر أن يتم بعد انتهاء عملية الإثراء والمناقشة، عرض ملف إصلاح البكالوريا على الخبراء قبل إحالته على الحكومة ثم على مجلس الوزراء باعتباره الجهة المخولة لاتخاذ القرار والفصل في هذا الملف الوطني. لقاء مع النقابات في 10 سبتمبر الجاري تستأنف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط حوارها مع الشركاء الاجتماعيين بعد فترة عطلة، في العاشر من الشهر الجاري. حيث سيتمحور اللقاء المرتقب عقده مع نقابات القطاع حول جملة من الملفات الحساسة على أن يكون التركيز على الدخول المدرسي 2018 /2019. في هذا الإطار، وقبل موعد الاثنين المقبل، دعت وزيرة التربية نقابات القطاع للعمل على ضمان دخول اجتماعي ناجح وهادئ وتفضيل أسلوب الحوار في كل مرة، مجددة التأكيد على أن باب الوزارة يبقى مفتوحا أمام جميع الشركاء للتشاور. الدخول المدرسي 2018/ 2019 بالأرقام التلاميذ: العدد الإجمالي للتلاميذ: 9269892 تلميذا يلتحق بالمدرسة هذه السنة، موزعين كالتالي: نسبة تلاميذ التعليم التحضيري: 8ر5 بالمائة. نسبة تلاميذ التعليم الابتدائي: 8ر48 بالمائة. نسبة تلاميذ التعليم المتوسط: 7ر31 بالمائة. نسبة تلاميذ التعليم الثانوي: 7ر13 بالمائة. الهياكل: عدد المؤسسات التربوية على المستوى الوطني: 27351 مؤسسة. التأطير البيداغوجي والإداري: أكثر من 749232 موظفا في المؤسسات التربوية من بينهم حوالي 63 بالمائة نساء. التأطير البيداغوجي: 9ر89 بالمائة. التأطير الإداري: 1ر10 بالمائة. توزيع الأساتذة حسب كل طور: التعليم الابتدائي: 1ر43 بالمائة. التعليم المتوسط: 5ر34 بالمائة. التعليم الثانوي:4 ر22 بالمائ.