أكد المستثمر عادل بن نعيجة من ولاية سطيف ل "المساء" خلال مشاركته في الصالون الوطني الأول للفلاحة والابتكار الذي احتضنته ولاية تيزي وزو على مدار ثلاثة أيام، أن نشاط زراعة الزعفران بالجزائر لايزال غير معروف عند المستهلك، متأسفا لجهل الجزائري بفوائد هذه النبتة، معبّرا عن أمله في تعميم زراعتها بغية التعريف بهذا المنتوج، مضيفا أنه يسعى لتحقيق مشروعين هامين، يتمثلان في إنتاج عسل الزعفران وزيت الزعفران اللذين يتوقفان، حسب تأكيده، على توفير السلطات المحلية لسطيف قطعة أرض كبيرة، علما أنه تحصّل على شهادة الجودة والمطابقة من مخبر فرنسي، على أن الزعفران الذي ينتجه طبيعي خال من المواد الكيميائية. قال المستثمر المتحصل على شهادة ماجستير محاسبة، إنه قام بإنجاز مستثمرة فلاحية رفقة شقيقه المتحصل على ماستر في العلوم الفلاحية، حيث كان النشاط في البداية متخصّصا في تربية النحل وإنتاج العسل، لكن لم يتوقف حبهما للنشاط الفلاحي، فقرّرا خوض مجال زراعة واستخراج الزعفران الطبيعي الذي يمارسانه منذ 4 سنوات. وأضاف أنّه قام بجلب بذور الزعفران من فرنسا، وبعد تجربتها ونجاحها تمّ مباشرة مشروع زراعة هذا المنتوج، إذ في بداية النشاط كانت المساحة تتراوح ما بين 150 إلى 200 متر، حقّقت إنتاجا قُدّر ب 20 غراما من الزعفران، ثم تم تطوير المساحة لجني 100 غرام، ومع مرور الوقت تم تمديد المساحة لتصل إلى 5 آلاف متر مربع، وتمّ جني ما يزيد عن 400 غرام، مؤكّدا أنّ تطوير قطعة أرض يصاحبه تحقيق إنتاج أكبر، حيث إنّ هكتارا واحدا من شأنه أن يحقّق إنتاج 1 كيلوغرام من الزعفران، في حين يقوم باستخراج من كل 200 زهرة 1 غرام من الزعفران. وبعد تجفيفه يفقد ما بين 80 و90 بالمائة من وزنه. وأشار إلى أنّ زراعة البصلات قد ينجح بتربة ولا ينجح بأخرى، مثلا يمكن زراعتها ب 100 نوع من الأتربة وينجح فقط ب 99 منها، والعكس أيضا، حيث لا يمكن زراعتها في التربة الرملية والتربة البيضاء، مضيفا أنّ هذا المنتوج يحب التربة التي تتواجد بالمناطق الصخرية إضافة إلى المتابعة، حيث يتم غرسه في شهر أوت من كل سنة ولا يمكن غرسه بعد هذا الشهر، ليتم انتظار 45 يوما إلى 60 يوما، لتنمو الزهرة أولا، ويتم قطفها فجرا في فترة البرودة، واستخراج شعرات الزعفران، ثمّ تجفيفها بمجفف خاص، مؤكدا أنّ الطريقة التقليدية التي تعتمد على أشعة الشمس تُفقد الزعفران فوائده. تعميم الزراعة وتحقيق إنتاج وفير وأكد المستثمر أن هذه الزراعة تُعد بديلا للبترول، حيث إن تسويق الزعفران في الأسواق العالمية أصبح مطلوبا بقوة، ويتم بيعه ما بين 30 ألفا و40 ألف أورو في السوق للكيلوغرام الواحد، مضيفا أن مشاركته في المعارض والصالونات الوطنية تدخل في إطار إبراز هذه الزراعة والنبتة، والدعوة إلى تعميم زراعتها لتدعيم السوق الجزائري بإنتاج محلي، موضحا في سياق متصل، أنّ الزعفران معروف بقوة في دول الخليج، في حين تعرف الجزائر مشكلا في التسويق، وهذا يعود إلى أن المستهلك الجزائري لا يعرف بعد فوائد الزعفران، وتعميم عملية زراعته سيغيّر نظرة المستهلك، ويصبح مطلوبا وكثير الاستعمال إلى جانب ثمنه، حيث يتم بيع 1 غرام ب 4500 دج للوسيط، الذي بدوره يقوم ببيعه للتجار، حيث لا يملك الوقت للبيع، إذ يقضي وقته في الزراعة والجني ومراحل أخرى تتطلبها هذه العملية ليكون الزعفران جاهزا للتسويق. السعي للحصول على قطعة أرض وذكر بن نعيجة أنه يملك مؤسسة إنتاج بولاية سطيف تحمل اسم "زعفران آية"، تقوم بإنتاج وبيع الزعفران الطبيعي والبصلات، مضيفا أن أحد مشاريعه المستقبلية يتمثل في إنتاج عسل الزعفران، على اعتبار أنّه يملك معرفة ودراسة كبيرتين عن منتوج العسل تضاف لهما تجربته في زراعة الزعفران، ما يسمح بتحقيق نجاح في هذا المشروع، في حين يتعلق المشروع الثاني بإنتاج زيت الزعفران، حيث قال إنّه في وقت سابق كان يقوم برمي أوراق نبتة الزعفران، لكن هذه السنة هناك مشروع لاستغلالها بغية استخراج زيت الزعفران، الذي يُستعمل في مواد التجميل، للجلد وغيره من الاستعمالات، مؤكدا أن تجسيد المشروعين مرهون بمدى توفير قطعة أرض. شهادة جودة ومطابقة من مخبر أجنبي وأوضح، في سياق متصل، أنّه في كل موسم زراعة بصلات الزعفران يقوم بكراء أراض من الخواص، وهو الآن بحاجة إلى قطعة أرض تصل مساحتها إلى 4 هكتارات، بغية تطوير الزراعة وتجسيد المشروعين، ما يسمح بتدعيم الاقتصاد المحلي بمنتجات فلاحية جديدة، يتم استغلالها لتربية النحل وزراعة الزعفران وغرس أشجار وغيرها من الأنشطة ذات الصلة بالفلاحة. واغتنم المتحدث الفرصة لتوجيه نداء عبر "المساء"، وطلب مساعدة السلطات المحلية للعلمة، وتمكينه من الحصول على قطعة أرض لتوسيع مشروعه الاستثماري، مؤكدا أنه قام منذ سنة، بإيداع طلب لدى مصالح بلدية العلمة وولاية سطيف، لكن بدون رد إلى حدّ اليوم، آملا أن يجد النداء آذانا صاغية هذه المرة، خاصة أنه تحصّل في 2017 على شهادة جودة بنسبة 59.5 بالمائة، تؤكد أن الزعفران الذي ينتجه طبيعي 100 بالمائة وخال من الأسمدة والمواد الكميائية، ومنتوج مطابق للمعايير المطلوبة فيه بعدما أجريت عليه تحاليل بمخبر بفرنسا.