أكّد الروائي الجزائري الطاهر وطار أن الأدب كله شر وأنه لا يوجد أدب ليس له خلفية شيطانية، مستعيدا عند نزوله، الإثنين الماضي، ضيفا على ندوة "كتاب وكاتب" التي ينظمها المركز الثقافي الفرنسي بقسنطينة، ذكريات كتاباته الأولى لاسيما "الزلزال" و"الحوات والقصر. وطّار الذي استرجع الذكريات واستحضر الشيخ بولرواح ملهمة في رواية الزلزال أكد أن هذه الأخيرة جاءت نتيجة حالة نفسية انفجارية خلّفت وراءها هزّات ارتدادية نتج على إثرها رواية عرس بغل· مضيفا في سياق متصل أن عودته لبعض نصوصه القديمة تُشعره بالتقزز وتعطيه رغبة قوية في إلغائها أو تغييرها، لكن هذا الشعور يقول وطار لا يختلجه عندما يتعلق الأمر برواية الحوات والقصر التي اقتبسها مؤخرا مسرح قسنطينة الجهوي، مشيرا الى أن هناك رابطا وجدانيا يربطه برواية الحوات والقصر ذلك أنها تتحدث عن خلاف حول الحكم قديما بين معاوية ابن أبي سفيان وعلي ابن أبي طالب وفيها إسقاط على مرحلة حكم الرئيس هواري بومدين· كما تحدث صاحب رواية الولي الصالح برفع يديه بالدعاء عن الحداثة والمعاصرة، مؤكدا أن الأخيرة هي أن تعيش عصرك والأولى أن تضيف الى ما يكتبه الآخرون، مشيرا الى أن الحداثة في الجزائر تعرف تضليلا كبيرا خاصة من طرف أولئك الذين يصفون الأدب الجزائري الحديث بالأدب الاستعجالي وأن التأصيل غائب عن العمل الإبداعي في الجزائر· وانتقد الروائي عملية الزيف التي تتعرض لها المدن في الجزائر متحدثا بحنين عن ذكرياته مع قسنطينة التي فقدت حسبه الكثير من بريقها بسبب زحف المدن الجديدة التي بنيت على أطرافها· وفي سؤال ل المساء عن جديده الروائي، أوضح الكاتب أنه يفكر في عمل جديد يحمل عنوان الطوفان مضيفا أن بولرواح بطل رواية الزلزال زاره في المنام وألح عليه بزيارة مدينة عنابة لأنها ستعرف طوفانا كبيرا· كما نفى وطار وجود أي نوع من الصراع بين الأدباء المفرنسين والمعربين، مؤكدا أن الموجود هي المنافسة التي من شأنها تشجيع الأدب بشكل عام· *