اعترف الكاتب والروائي الطاهر وطار »للشروق«، أنه حاول خوض التجربة السينمائية من خلال رواياته، رغم أن الفكرة لا تستهويه كثيرا، لكن »النظام« منع ذلك تفاديا للترويج سينمائيا لكتاباته الإيديولوجية والسياسية، كما ذكر لنا أنه لا يثق في تعامل المخرجين الجزائريين مع نصوصه. تحتل الأفلام الواقعية التي تنقل قضايا اجتماعية وسياسية بصورة سينمائية مشوقة، اهتماما كبيرا لدى الجمهور العربي والأجنبي على حد سواء، لا سيما إن كانت من لدن واحد من بواكير الأدب يميل في كتاباته إلى الواقعية، على غرار الجزائري »الطاهر وطار« الذي أثرنا معه قضية عزوفه عن »تفليم« بعض كتاباته التي تقترب من النصوص السينمائية.الروائي الجزائري وفي تصريح خص به جريدة »الشروق« أفصح لنا أنه حاول آنفا خوض هذه التجربة رغم أنها لا تستهويه كثيرا، لكن المحاولة أدخلته في إحراج كان في غنًى عنه، »أنا ديدني تفادي التواجد في وضعية محرجة...«، يقول وطار، فقد اطلعنا أنه في فترة معينة رغب في تحويل رواية »الزلزال« إلى فيلم سينمائي، لكن العربي الزبيري، الذي كان يشغل منصب أمين اتحاد الكتاب الجزائريين سابقا وبأوامر ربما عليا يقول محدثنا منع إتمام هذا المشروع الذي كان من المفروض أن يقدم بالتعاون بين التلفزيون الجزائري والسوري، بزعم انني »كاتب شيوعي«.ثم كررنا التجربة، يستطرد الروائي، الذي كان يكلمنا وعلامات المرض بادية على وجهه بسبب آلام القولون، مع ديوان السينما في الفترة التي كان وزير ثقافة الجزائر آنذاك »رضا مالك«، في إشارة منه أنه يكره حفظ تواريخ الأحداث، ولم تعرف التجربة طريقها إلى التجسيد أيضا يقول.وأشار ذات المتحدث، انه لم يستطع دخول التجربة السينمائية إلا من خلال قصة »نوة« التي أخرجها عبد العزيز طولبي ونالت نجاحا خارج الجزائر على حد قوله ، لاسيما في الهند التي ظل الفيلم يعاد عبر دور السينما المتواجدة بها قرابة السنة، رغم أنه صور بتقنية الأبيض والأسود.وأكد لنا الكاتب أنه اليوم لا يرغب في خوض التجربة السينمائية في ظل راهن السينما الجزائرية، بحكم أنه لا يجد أمامه يقول سينمائيين يفهمون كتاباته، وليس مستعدا لتسليمها لمخرج يتنكر لروح النص »فالمقتبس عندما يثق في نفسه ثقة أكثر من اللازم، يستغني عن المؤلف ويحيد بالنص الأصلي عن نطاقه...«.»ولعلي لمست ذلك مسرحيا يستطرد وطار بالقول عندما حاولوا تجسيد روايتي »الحوات والقصر«، على الركح، أين جعلوا منها »سكاتش« وشوهوا النص الأصلي، فقد صورا الإمام علي على أنه رجل سكير وصعلوك، بينما هو شخصية مرجعية« يقول. وذكر لنا وطار أن أحد التلفزيونات اللبنانية طلبت منه إطالة إقامته ببيروت لتوقيع عقود تحويل بعض أعماله الروائية إلى أفلام، لكنه اعتذر على حد قوله لأن ارتباطاته المهنية بالجزائر حالت دون خوضه في المشروع.