يرشّح متتبعو أطوار بطولة الرابطة الاحترافية الأولى اتحاد الجزائر ليكون ضمن الفرق الطامحة لنيل لقب الموسم الكروي الجاري، لما أبان عنه من قوة وعزيمة ومستوى عال في اللعب منذ انطلاق المنافسة، التي يسجّل فيها بعد مرور عشر جولات سبعة انتصارات، تعادلين وهزيمة وحيدة تلقاها في بشار على يد شبيبة الساورة. تشكيلة سوسطارة سجلت أكبر نتيجة في الجولات العشر الأولى عند سحقها لمولودية بجاية بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، فضلا عن أنها لم تتأثر بإقصائها من منافسات الرابطة الإفريقية التي بلغت فيها دور المجموعات، حيث وجد لاعبوها أنفسهم محرّرين من ثقل هذه المنافسة حتى ولو كانت من بين أهداف النادي. وضيّع فريق سوسطارة فرصة الانفراد بالمركز الأوّل في ترتيب البطولة، لما عجز عن الاحتفاظ بالتقدم في النتيجة أثناء المباراة المتأخرة التي لعبها في بلعباس ضد الفريق الحلي الذي عدل النتيجة في الدقائق الأخيرة من تلك المواجهة، كما يجمع متتبعو مسيرة اتحاد الجزائر أنّه وصل إلى مرحلة كبيرة من النضج بفضل احتفاظه بنسبة كبيرة من التعداد الذي لم يتغيّر كثيرا في السنوات الثلاث الأخيرة وقد انعكس ذلك بشكل إيجابي على مردود الفريق الذي أصبح يلعب بروح جماعية كبيرة والتي تعتبر قوته الكبيرة في بطولة هذا الموسم، حيث يوجد تفاهم كبير بين اللاعبين فوق أرضية الميدان وعادة ما يتوصّلون إلى الاحتفاظ بتوازن تشكيلتهم حتى في غياب بعض العناصر الأساسية، مثلما كان عليه الحال في المباراة الأخيرة ضد اتحاد بلعباس التي لم يشارك فيها المدافع مفتاح وبن خماسة اللذان يعتبران من بين أحسن العناصر في اتحاد الجزائر، ويقرّ الجميع في النادي العاصمي بإسهام المدرب الجديد تييري فروجي في تطوير مستوى الفريق الذي يحصد الآن العمل الكبير الذي انطلق فيه التقني الفرنسي خلال الصائفة الفارطة. ورغم أنّ إدارة النادي لم تقم بعد بتحديد الأهداف التي يمكن أن يسجلها المدرب تييري فروجي، فإنّه يشعر الآن بضغوط كبيرة تفرض عليه الاحتفاظ بقوة الفريق الذي يوجد في وضعية مريحة ضمن ترتيب البطولة بل إنّه مطالب الآن بالبقاء ضمن كوكبة المقدمة، رغم المضايقة الكبيرة التي يشعر بها بسبب العودة القوية لكل من شبيبة القبائل، مولودية الجزائر ووفاق سطيف. لكن رغم المستوى المقبول الذي بلغه اتحاد الجزائر، إلا أنّه يعاب عليه احتواؤه لعدة سلبيات لأكثر ما يحير ويتخوّف منه الأنصار هو الهفوات الكبيرة التي يرتكبها الخط الخلفي للفريق الذي لا زال يعاني من غياب من مدافع رئيسي بإمكانه العمل علة تحصين هذا الخط وجعله يلعب بتماسك كبير. ويعترف الجميع في اتحاد الجزائر بأنّ المدافع أيوب عبد اللاوي ترك منذ ذهابه إلى نادي سيون السويسري فراغا كبيرا في وسط دفاع تشكيلة ولا أحد استطاع أن يخلفه في منصب مدافع رئيسي، حيث أنّ استقدام الكاميروني مييك ميكسيس في هذا المنصب بعد الضعف الكبير الذي أبان عنه وكثيرا ما اضطر المدرب تييري فروجي إلى استخلافه بمدافع آخر أثناء المباريات حتى أصبح من بين المدافعين المتواجدين في دكة الاحتياط، وقد يتم تسريحه رفقة المدافعين الآخرين الذين لم يفرضوا أنفسهم في الخط الخلفي وهم مزغراني وبن شيخون. الأول تم استقدامه من البطولة البلجيكية والثاني جاء من فريق مولودية الجزائر. وقد أقر مناجير النادي، عبد الحكيم سرار، بفشل سياسة الاستقدامات التي قام بها النادي خلال الصائفة الفارطة بسبب كما قال ضيق الوقت وتسابق كثير من الأندية الجزائرية والإفريقية على استقدام أحسن المدافعين، لكنه وعد الأنصار ومسيري النادي بجلب ثلاثة أو مدافعين كبيرين ووسط ميدان هجومي خلال المرحلة القادمة للميركاتو .