حسم الحزب الديمقراطي الأمريكي أمس، انتخابات التجديد الجزئي لمقاعد غرفتي الكونغرس لصالحه، مستعيدا بذلك الأغلبية في غرفة النواب التي ستمكنه من الوقوف في وجه الرئيس دونالد ترامب والاعتراض على كل القوانين التي يريد تمريرها خلال ما تبقى من عهدته الرئاسية. ورغم الهزيمة السياسية التي تعرض لها الرئيس الأمريكي، إلا أنه قلل من أهميتها وعبّر عن ارتياحه لنتائج هذه الانتخابات خاصة أنه حافظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ ووصف ذلك ب«الفوز الكبير». وعرفت هذه الانتخابات لأول مرة في تاريخ الولاياتالمتحدة فوز سيدتين مسلمتين بمقعدين في مجلس النواب وأخريين من الهنود الحمر، السكان الأصليين في القارة الأمريكية. وتم انتخاب المرشحتين المسلمتين، إلهان عمر ورشيدة طليب في مجلس النواب، حيث فازت إلهان عمر بمقعد الحزب الديمقراطي في ولاية مينيسوتا بينما فازت رشيدة طليب بمقعد ولاية ميشيغان. وحصل الحزب الديمقراطي وفق النتائج النهائية على 218 مقعدا ما يؤهله للحصول على الأغلبية التي راهن على تحقيقها في هذه الانتخابات التي تعطي صورة مسبقة عن صيرورة المشهد السياسي خلال ما تبقى من العهدة الحالية وأيضا تحضير العهدة الرئاسية القادمة شهر نوفمبر سنة 2020. ولم تستبعد شبكات تلفزيونية أمريكية مؤثرة على الرأي العام الأمريكي أن يؤدي فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب إلى عودة الجدل حول احتمال إحياء فكرة عزل الرئيس الجمهوري من منصبه جراء فضائح التحرش الجنسي الذي تلاحقه وأقرب مساعديه. كما أن تعامل الرئيس، ترامب مع قضايا الراهن الأمريكي سوف لن تكون كما كانت خلال السنتين الأخيرتين حيث سيكون له النواب الديمقراطيين بالمرصاد في كل مرة للحيلولة دون تمرير قوانين كما يشاء. وهو ما يرشح المشهد السياسي الأمريكي للدخول في قبضة حديدية بين الحزبين بما قد يحول دون تحقيق الرئيس الملياردير كل طموحاته السياسية والتي أصبغها بكثير من الإثارة وعدم الاكتراث بنتائجها الآنية والمستقبلية.