جاءت نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية لتضع الولاياتالمتحدة أمام كونغرس منقسم بين الديمقراطيين الذين استطاعوا انتزاع مجلس النواب والجمهوريين الذين حافظوا على تفوقهم في مجلس الشيوخ. ويكبل «الانتصار الديمقراطي» في مجلس النواب عمل إدارة ترامب في النصف الثاني من ولايته حتى العام 2021. حقق الديمقراطيون انتصارا كبيرا، مساء الثلاثاء، في الانتخابات النصفية الأمريكية بانتزاعهم السيطرة على مجلس النواب، غير أن «الموجة الزرقاء» المرتقبة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تحصل. وهذا الانتصار الديمقراطي سيكبل عمل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في النصف الثاني من ولايته حتى العام 2021. وتعهدت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي «بإعادة الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور على إدارة ترامب»، واعدة في المقابل بأن «كونغرس ديمقراطي سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات». واستعاد الديمقراطيون مجلس النواب لأول مرة منذ العام 2010، فيما احتفظ الجمهوريون بأغلبيتهم في مجلس الشيوخ مع احتمال زيادتها بمقعد أو مقعدين، بحسب شبكات التلفزيون الأمريكية. وأظهرت النتائج الأولية التي نشرتها وسائل إعلام أمريكية أمس، أن الحزب الديمقراطي حصل على 222 مقعد مقابل 199 مقعد للحزب الجمهوري في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعد، مما يضع حدا لسيطرة الجمهوريين على المجلس في السنوات الثماني الماضية. أما في مجلس الشيوخ، فقد أظهرت النتائج الأولية أن الجمهوريين انتزعوا مقعدين إضافيين ليعززوا سيطرتهم على المجلس رغم أن حسم بعض المقاعد سيتطلب جولات إعادة أواخر الشهر الجاري. حيث حصل الجمهوريون على 51 مقابل 45 للديمقراطيين بمجلس الشيوخ. كونغرس منقسم وتضع استعادة الديمقراطيين لمجلس النواب الولاياتالمتحدة في جانفي 2019 أمام كونغرس منقسم على غرار مجتمع يشهد شقاقات عميقة حول شخص ترامب. وغالبا ما تكون انتخابات منتصف الولاية الرئاسية لغير صالح حزب الرئيس، لكن خسارة مجلس النواب على الرغم من المؤشرات الاقتصادية الممتازة تشكل انتكاسة شخصية لترامب بعدما جعل من هذا الاقتراع استفتاء حقيقيا على شخصه. وكانت الخريطة الانتخابية القائمة هذه السنة لصالح الجمهوريين، إذ كان ثلث مقاعد مجلس الشيوخ المطروحة للتجديد تتعلق بولايات ذات أغلبية محافظة. ولا يمكن الحصول على أرقام دقيقة عن نسبة الإقبال لعدم وجود هيئة انتخابية موحدة تجمع المعطيات بصورة مركزية، لكن في ولايات تكساس ونيويورك وماريلاند، أبدى الناخبون والمراقبون دهشتهم لكثافة الإقبال على التصويت. رغم الهزيمة ورغم خسارة حزبه مجلس النواب، وصف ترامب في تغريدة بتويتر الانتخابات النصفية بالنجاح الهائل. وكان ترامب قاد الحملة الانتخابية لحزبه وحضر نحو 50 تجمعا انتخابيا بعدة ولايات. بدورها، قالت مستشارة لترامب إن فوز الجمهوريين بمقاعد إضافية في مجلس الشيوخ دليل على شعبية الحزب الجمهوري. وأضافت أن على الديمقراطيين الفائزين أن يعلموا أنهم لم ينتخبوا للمقاومة وخلع الرئيس وإنما للعمل من أجل البلاد. وذكرت مصادر صحفية أن ترامب اتصل بزعيمة الأغلبية الديمقراطية (الجديدة) في مجلس النواب نانسي بيلوسي مهنئا إياها بفوز الديمقراطيين بأغلبية مقاعد مجلس النواب. من جهتها، قالت بيلوسي إن النتائج تظهر أن الشعب الأمريكي سئم الانقسامات. وأكدت ضرورة إعادة الاعتبار للدستور في مواجهة سياسات إدارة ترامب. مسلمتان ومثلي جنس في الكونغرس تضمنت هذه الانتخابات سوابق كثيرة، فقد أصبحت الديمقراطيتان إلهان عمر ورشيدة طليب أول مسلمتين تدخلان مجلس النواب عن كل من مينيسوتا وميشيغان. وفازت الديمقراطية من كنساس شاريس ديفيدز المحامية المولعة بالفنون القتالية لتصبح أول أمريكية من السكان الأصليين تدخل الكونغرس بفوزها في منطقة محافظة. وفي كولورادو (غرب)، أصبح جاريد بوليس أول حاكم ولاية يجاهر بمثليته. بعد 12 عاما على تولي المسلم كيث إيليسون مقعدا في الكونغرس، أصبحت إلهام عمر ورشيدة طليب أول امرأتين مسلمتين تدخلان مجلس النواب الامريكي بنتيجة انتخابات منتصف الولاية 2018 ما يضفي روح التعددية على الهيئة التشريعية الامريكية. إلهام عمر «36 عاما « هي امريكية محجبة لاجئة من الصومال، فرت من بلدها في سن الثامنة، وبعدما أمضت أربع سنوات في مخيم لاجئين في كينيا، استقرت عائلتها أخيرا عام 1997 في مينيسوتا حيث تعيش جالية كبرى من دول القرن الافريقي. وهي معارضة لسياسة الهجرة المتشددة التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب. أما رشيدة طليب المولودة في ديترويت لأبوين مهاجرين فلسطينيين، ففازت في سن 42 عاما بمقعد عن ولاية ميشيغان. وفي 2008 أصبحت أول امرأة مسلمة تدخل برلمان ميشيغان المحلي.