أكد أعضاء مجلس الأمة في اليوم الأخير من مناقشة مخطط عمل الحكومة على ضرورة تنويع مصادر الدخل والتخلص من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد من خلال تطوير قطاعات أخرى منتجة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في السنوات القليلة المقبلة لتقليص الاستيراد الذي ارتفعت فاتورته بشكل ملفت للانتباه. وشكلت مسألة الاعتماد على النفط الذي تدهورت أسعاره إلى أدنى المستويات منذ الصائفة الماضية نقطة تقاطع في مداخلات نواب البرلمان بغرفتيه والذين أجمعوا على ضرورة الاهتمام بقطاعات أخرى استراتيجية كالفلاحة والسياحة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمارات للحد من الاستيراد، خاصة في القطاعات التي وفرت لها الدولة اعتمادات مالية هامة على غرار قطاع الفلاحة الذي بإمكان الجزائر أن تحقق اكتفاء ذاتيا بفضله، إذا تم استغلال الإمكانيات المتاحة أحسن استغلال. وقد أثير هذا الملف من قبل عضو مجلس الأمة بوعلام درامشيني المنتمي للتجمع الوطني الديمقراطي الذي أكد على وضع استراتيجية لهذا القطاع واتخاذ عدة إجراءات للتخلص من التبعية في هذا المجال، إلى جانب النهوض بالصناعة وترقية الاستثمار وإعادة تأهيل المؤسسات العمومية ذات الأهمية الاستراتيجية. من جهته؛ أشار محمد مباركي من الثلث الرئاسي إلى أن الاعتماد على النفط يعد نقطة ضعف بالنسبة للاقتصاد الوطني داعيا إلى تنويع الإنتاج من خلال الاهتمام بالفلاحة والصناعة، بينما تحدث محمد بن جديدي من الارندي عن التجارة غير الشرعية وضرورة حماية المستهلك من بعض المواد المستوردة التي تعرض للبيع عشوائيا على الأرصفة. وفي سياق متصل حمل النواب المنتخبين المحليين جزءا من المسؤولية إزاء ما يحدث من مشاكل والعراقيل التي تعرفها بعض المشاريع حيث تطرق الطيب بوساليع من حزب جبهة التحرير الوطني إلى الجانب الاجتماعي والمشاكل التي تعيق التنمية، مؤكدا على دور السلطات المحلية في تحريك عجلة التنمية، بينما أشار فريد هباز عن الثلث الرئاسي صراحة إلى تعطيل بعض الولاة للمشاريع، مطالبا بفرض رقابة على ذلك لما له من أثر في تحقيق التنمية وبعث الاستثمار كما طالب بفتح تحقيق في إلغاء الرحلات الجوية إلى الجنوب. من جهة أخرى ثمّن هذا الأخير القرارات الحكيمة التي اتخذها رئيس الجمهورية والانجازات التي تحققت خلال العشرية الأخيرة في عدة قطاعات ونجاعة سياسة المصالحة الوطنية، بينما نبه آخرون إلى أن المواطن لم يقتنع بما تحقق من انجازات بسبب نقص الحوار والمشاكل الاجتماعية التي عجز المسؤولون على المستوى المحلي التكفل بها بسبب البيروقراطية والرشوة والمحاباة، حيث أكد جميعهم على ضرورة وضع حد لها حتى يلمس المواطن التغيير الحاصل في الميدان. وفي سياق متصل" أشار الطيب إبراهيم الحسان من الافلان إلى الوكالات العقارية المحلية بوهران التي قفزت على القانون وأصبحت بعيدة عن المهمة التي أوكلت لها لتصبح وكالات تجارية غير خاضعة لأي رقابة، داعيا الوزير الأول إلى إلحاقها بوزارة السكن، وثمن هذا الأخير الانجازات التي استفادت منها عاصمة الغرب خاصة ما تعلق بالمياه الصالحة للشرب بعد انجاز محطة تحلية المياه بالمنطقة. وإذا كان نواب وهران قد أثنوا على ما استفادت منه ولايتهم، فإن أعضاء آخرين بمجلس الأمة أشاروا إلى مشاكل اجتماعية أخرى لا تزال عالقة كالبطالة وبعض النقائص في قطاعي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، مشيرين إلى مسألة إدراج نظام "ال.أم.دي" وتعميمه على مختلف الاختصاصات الجامعية كما أثاروا مسألة حصر المدارس الكبرى في الجزائر العاصمة وعدم إنشاء مدارس مماثلة في مناطق أخرى من الوطن. وشدد السيد قدور دواجي من حركة مجتمع السلم على ضرورة التفريق بين مفهومي السرعة والتسرع في إشارة إلى المشاريع التي يعلن عن تسلمها على الرغم من افتقارها إلى أبسط الإمكانيات القاعدية كالطاولات والكراسي وهي الانشغالات التي سيرد عليها اليوم الوزير الأول.