عشية اجتماع لجنة المتابعة، التابعة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إلتقى وزير الطاقة مصطفى قيطوني أمس، بالعاصمة النمساوية فيينا، كلا من وزير الطاقة الإماراتي، رئيس ندوة أوبك سهيل المزروعي ووزير الطاقة الفنزويلي مانويل سالفادور كيفيدو فيرنانديز، حسبما جاء في بيان لوزارة الطاقة، موضحا أن الوزير تطرق مع نظرائه لمسألة تطور الأسواق البترولية وآفاق سنة 2019. وتشارك الجزائر اليوم بصفتها عضو باللجنة في أشغالها، التي تعقد قبيل الاجتماع الوزاري الذي سيتم خلاله النظر في القرارات التي ينتظر اتخاذها العام المقبل لإحداث توازن في السوق النفطية، باعتبار أن اتفاق تخفيض الإنتاج سينتهي أجله بنهاية الشهر الجاري. وعشية هذه الاجتماعات، بدأت اللقاءات بين ممثلي الدول المنتجة من داخل وخارج المنظمة، من أجل تقييم الوضع الذي يميزه تراجع في الأسعار، ومن تم اتخاذ القرارات التي تناسب السوق وكذا الوضع الداخلي للدول المعنية. وفي هذا السياق، جاءت اللقاءات التي أجراها وزير الطاقة مصطفى قيطوني خلال تواجده بفيينا والتي بالتأكيد ستتواصل لبحث مختلف المسائل ذات العلاقة. ونقلت أمس، وسائل إعلامية عن مصدر ب(أوبك) أن المنظمة وحلفائها، يناقشون فكرة خفض إنتاج النفط العام المقبل بالعودة إلى حصص الإنتاج المتفق عليها في 2016، وهو ما يعني خفض إنتاج النفط بأكثر من مليون برميل يوميا. كما قالت مصادر إن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إلتقى أمس، بالمبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران برايان كوك في فيينا قبيل اجتماع أوبك. ولمحت السعودية، أكبر منتج في المنظمة، إلى الحاجة لتخفيضات عميقة في الإنتاج ابتداء من جانفي المقبل، لكنها تتعرض لضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع أسعار النفط للانخفاض أكثر. واجتمع الفالح أمس، كذلك مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك، وأشارت السعودية إلى رغبتها في أن تخفض أوبك وحلفاءها الإنتاج بما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يوميا بما يعادل 1.3 بالمائة من الإنتاج العالمي. وقالت مصادر في (أوبك) وخارجها إن الرياض تريد أن تساهم موسكو في الخفض بما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف برميل يوميا، لكن روسيا تصر على أن الكمية يجب أن تكون نصف ذلك فحسب. وقال مصدر مقرب من وزارة الطاقة الروسية «لا أحد يتوق إلى الخفض ما لم تكن هناك ضرورة. القدر الأكبر من الزيادة في إنتاج النفط نراه في الولاياتالمتحدة. أوبك وروسيا ستكونان حذرتين للغاية». وقال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي للصحفيين، ردا على سؤال بشأن موقف روسيا «الأمر ليس سهلا... لكننا سنعمل دوما بالاشتراك مع زملائنا». وانخفضت أسعار النفط نحو الثلث منذ أكتوبر الماضي إلى ما يقل عن 60 دولارا للبرميل بعد أن عززت السعودية الإنتاج لتعويض انخفاض الصادرات الإيرانية، بسبب عقوبات أمريكية جديدة. من جانبها، أشارت إيران إلى أنها لن تناقش خفض حصتها. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه قوله أمس، إن إيران لن تناقش حصتها الإنتاجية في (أوبك) ما دامت تحت العقوبات.