نظم المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لمدينة تلمسان، مسابقة وطنية في الحروفيات في طبعتها الثانية بدار الثقافة "عبد القادر علولة" بمشاركة 15 فنانا تشكيليا وخطاطين من 14 ولاية، على غرار أم البواقي، سطيف، العاصمة، الشلف، معسكر، النعامة، بشار، ورقلة، البيّض جيجل، قالمة وتبسة، والفنانين طاشمة ربيعة وصايم عبد المليك من ولاية تلمسان. تضمّن برنامج التظاهرة محاضرة موسومة بعنوان "مسيرة الخط العربي" من تقديم الأستاذ والخطاط خالد خالدي، تطرّق فيها للبدايات الأولى للكتابة وتطوّر الخط العربي بشكل عام، مع التعريف بفن الحروفيات وظهوره بالجزائر على وجه الخصوص. بالموازاة مع ذلك، تمّ تنظيم ورشات حية لفائدة تلاميذ الطور المتوسط (متوسطتا "ابن خلدون" و«المقري")، تعرّف خلالها التلاميذ على مبادئ الخط العربي وأنواعه وتوظيفه في فن الحروفيات من تنشيط الفنان الطيب العيدي من مدينة الأغواط، والخطاط خالد خالدي من ولاية سعيدة، والخطاط بن عزوز محمد من ولاية الشلف. وقد لاقت الورشة إعجاب التلاميذ وأوليائهم والخطّاطين، والذي تجسّد في حضورهم القوي عشية اليوم الثاني من المسابقة. وفي خضم اليوم الأخير من هذه التظاهرة، حظي الفنانون المشاركون برحلة إلى المناطق الأثرية والسياحية لمدينة تلمسان، ليُختم بحفل، تم من خلاله تكريم كل المشاركين والمساهمين، مع تخصيص تكريم خاص بضيف الشرف الفنان والخطاط العالمي خالد السبع والفنان هاشمي بوزيان؛ على اعتباره عميد المشاركين، والإعلان عن المراتب الثلاث الأولى في المسابقة، حيث افتك الفنان بلقاسم صالحي المرتبة الأولى، في حين كانت المرتبة الثانية من نصيب الفنان سمير بعداش، أما المرتبة الثالثة فقد نالتها الفنانة ربيعة طاشمة. واحتفظ المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي بمدينة تلمسان، بجميع الأعمال الفنية التي أُنجزت من قبل الفنانين، حيث بقيت ملكا للمتحف وله جميع حقوق التصرّف فيها، وتتمثّل في 18 لوحة. كما خلص المشاركون إلى عدة توصيات، من بينها غرس ملكة التذوق لدى النشء، وإثراء السياحة الفنية بصور بصرية حديثة للفن الجزائري المعاصر، وتبادل الخبرات بين الفنانين والخطاطين إقليميا وعالميا، وضبط فن الحروفيات لدى الفنانين، وغرس روح الخط العربي في الفن التشكيلي، واستثمار الخط العربي في فن يواكب العصر، والنهوض وخلق مدرسة في فن الحروفيات بالجزائر، وتسطير هدف لتكون الجزائر دولة رائدة في مجال فن الحروفيات انطلاقا من ولاية تلمسان، وتنظيم أيام تكوينية في فن الحروفيات بالتنسيق مع قطاع الثقافة ومعهد الفنون الجميلة والجامعة وحتى الجمعيات المختصة في هذا المجال، فضلا عن التعريف بالفنانين والخطاطين المشتغلين على فن الحروفيات في الدراسات والأبحاث الأكاديمية، واقتراحهم في رسائل تخرج الماستر والدكتوراه، إلى جانب ترسيم المسابقة كمهرجان لتصبح إما دولية أو مغاربية بدعم من وزارة الثقافة، وإنشاء محافظة المهرجان منطلقها تلمسان. وبخصوص طريقة التحكيم انتهجت اللجنة طريقة جديدة على المستوى الوطني، وهي مستعملة في التحكيم ببعض المسابقات الدولية، حيث اعتمدت على توزيع استمارة تضم جميع أعمال الفنانين؛ قصد تقييم أنفسهم بأنفسهم وزملائهم في آن واحد، ثم تتدخل لجنة التحكيم بعد ذلك لتقييم الأعمال، بإضافة معاملة خاصة بتقنيات رسم اللوحات مع أخذ رأي الزوار بعين الاعتبار.