أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، أن الانتخابات الرئاسية القادمة تشكل محطة مفصلية في مسيرة البلاد وموعد حاسم لترسيخ وتعزيز الديمقراطية، ما يبرز حسبه أهمية إدلاء المواطنين بأصواتهم خلال هذا الموعد الديمقراطي، مثمنا بالمناسبة عدم حياد الجيش الوطني الشعبي عن مهامه الدستورية. واعتبر بوشارب، في كلمته أمس، في افتتاح ندوة حول اليوم الوطني للشهيد، بمقر المجلس الشعبي الوطني، أداء الواجب الانتخابي بكل حرية من قبل المواطنين، أمر في غاية الأهمية من أجل تمكين الجزائر من قطع مرحلة جديدة في مسيرة تأمين مصيرها وتعزيز دعائم صرحها الديمقراطي. وثمّن في سياق متصل بقاء الجيش الوطني الشعبي في مستوى التحديات وعدم رضوخه للأصوات التي كانت حاول أصحابها جاهدين تشويه دوره ومهامه الدستورية تحت قيادة وزير الدفاع الوطني السيد عبد العزيز بوتفليقة، مشيدا بموقفه السديد وعدم تأثره ب«الأقاويل ولا الأفعال المفتعلة". وقال بوشارب في هذا الصدد إن "الجيش الجزائري البطل، مصمم على أداء مهمته الدستورية، بل مهمته السامية، مهما كانت التضحيات ومهما كانت المحاولات المتعمدة لتشويه دوره الدستوري النزيه في الدفاع عن الدولة وحماية وحدة الشعب والوطن وحرمة التراب". وبعد أن عدد إنجازات الرئيس بوتفليقة وجهوده في إعادة صوت الجزائر إلى المنابر الدولية، ذكر بوشارب بدور السيد بوتفليقة في حماية التاريخ الوطني من محاولات التزييف والتحريف، مشيرا إلى أن هذا الموقف ينم عن إيمانه الكبير بالثورة ويعكس التضحيات التي قام بها عندما كان في صفوف جيش التحرير الوطني. كما اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، "اليوم الوطني للشهيد، عرفانا يتجدد ولا يتبدد اعترافا لملايين الشهداء، ومناسبة لتذكر ما قام به العدو الفرنسي، الذي قتل الملايين من شهداء الجزائر"، مرجعا الفضل في المستوى الذي وصلت إليه الجزائر اليوم الى تضحيات الشهداء والمجاهدين، حيث قال في هذا الشأن "لولا صناع الحرية من الشهداء والمجاهدين لما قامت للجزائر قائمة". واغتنم السيد بوشارب الفرصة، ليذكر بالرعاية الشخصية التي يوليها الرئيس بوتفليقة لمبدأ الوفاء لعهد الشهداء الأبرار، "من خلال صيانة مكانة الشهيد والمجاهد والعناية بتاريخ ثورة التحرير والمقاومة الوطنية وتوطيد أركان المدرسة الجزائرية التي هي وحدها القادرة على التعبير بصدق عن تاريخنا انطلاقا من مصادره الأصيلة وحماية الذاكرة من التحريف والتزييف". وحسب المتحدث، فإن هذه الذكرى "بقدر ما تعيد لنا نشوة الاعتزاز بأبطال الثورة وانتصارهم على المستعمر الغاشم، فإنها تعيد إلى الأذهان سمو همة وصلابة عزيمة جيش التحرير الوطني، الذي اعتصم بشعبه وبقيمه الوطنية الثابتة: مضيفا بأن "أفراد جيش التحرير الوطني سلموا الراية إلى أفراد الجيش الوطني الشعبي الأشاوس ولرجال الأمن الذين يدافعون عن الجمهورية ويحصنونها بشجاعتهم وتضحياتهم..". وجدد بوشارب في الأخير دعوة الجزائريين لرص الصفوف، تقديرا منه أن "الجزائر تحتاج في هذا الظرف إلى كل ساعد من سواعد الأمة وإلى كل كلمة تجمع ولا تفرق ووضع المجتمع خارج الصراعات الوهمية المبددة للوقت والجهد والإرادة"، ليخلص إلى القول بأن إحياء ذكرى 18 فيفري هي دلالة قاطعة على "التواصل والوفاء". من جهته، قام رئيس المنظمة الوطنية للأبناء الشهداء، الطيب الهواري، بالدفاع عن اختيار المنظمة لدعم رئيس الجمهورية لعهدة جديدة، "وهذا حفاظا على الإنجازات والمكاسب التي تحققت خلال فترة حكمه"، فيما تم في نهاية الندوة بتكريم أبناء الشهداء من نواب وعمال المجلس الشعبي الوطني، من بينهم نور الدين آيت حمودة ونبيلة بن بوبلعيد ومسعود عمراوي.