أمهل وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول، أمس، المؤسسات المكلفة بإنجاز مشروع الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة الرابط بين زرالدة وبودواو، 10 أيام لاستكمال أشغال تهيئة أحد نفقي الشعاوة ببئر توتة لفتحه أمام حركة المرور، معلنا تسليم شطر بئر توتة خميس الخشنة الذي لم تتبق فيه سوى عملية التزفيت، في الأسابيع القليلة القادمة. وأعطى الوزير خلال زيارته الميدانية لمختلف مقاطع المشروع، تعليمات للجهات المشرفة عليه شملت بالأساس ضرورة إعطاء الأولوية لمقطع الدويرة - بئر توتة الممتد على مسافة 10 كلم، وذلك من خلال مضاعفة وتيرة الأشغال وتسريع عملية تركيب جسر خرايسية، واستكمال ما تبقى من أشغال تهيئة النفق الأول لمنطقة بن شعاوة في آجال حددها بعشرة أيام، مع الإشارة إلى أن الشطر المذكور الذي سيسمح بعد استكماله بربط منطقة زرالدة ببئر توتة يشمل إلى جانب إنجاز نفقي بن شعاوة، تهيئة فضاءات للراحة وملعب لكرة القدم ومرافق جوارية أخرى يستفيد منها سكان المنطقة. وفي المقابل دعا السيد غول إلى تحضير شطر بئر توتة خميس الخشنة الذي يفوق طوله 30 كلم لتسليمه لحركة المرور في غضون الأسابيع القليلة القادمة، على اعتبار أن مختلف الأشغال الكبرى وعملية التهيئة السطحية لهذا الشطر الذي تعدت نسبة انجازه 93 بالمائة، استكملت ولم يتبق منها سوى عملية وضع الطبقة الأخيرة من الإسفلت. أما المقطع الثالث من المشروع والذي يربط منطقة أولاد عمار في خميس الخشنة بمنطقة برحمون ببودواو على مسافة 8 كلم، فقد وصلت نسبة تقدمه 75 بالمائة، وهو يعتبر من أصعب المقاطع في المشروع بالنظر للطبيعة الوعرة للأرضية، واشتماله على عدة منشآت فنية من أبرزها الجسر العملاق لبرحمون الذي يعد أطول جسر على المستوى القاري، حيث يمتد على مسافة 5،2 كلم. وتجدر الإشارة إلى أن الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة والذي يمر عبر ثلاث ولايات هي الجزائر، البليدة وبومرداس تم تمديده وتأهيله من 63 كلم، إلى 200 كلم شاملة لكافة المداخل والمحولات والطرق الاجتنابية ومحاور الربط، وذلك بهدف الاستجابة للحاجيات الاقتصادية والاجتماعية والحضرية لمختلف المناطق والبلديات التي تضمها الولايات الثلاث، لا سيما وأن المداخل الأساسية لهذا الطريق الذي يضم شطرا مشتركا مع الطريق السيار شرق غرب، تضمن الربط بالمرافق والأقطاب الاقتصادية والحضرية الكبرى على غرار المنطقتين الصناعيتين للرويبة ومفتاح، ومطار هواري بومدين والمدينة الجديدة لسيدي عبد الله. كما يتم بالموازاة مع استكمال هذا المشروع الحيوي التخطيط لبعث مشروع طريق فرعي يربط محول واد أوشايح بمدينة بوينان بالبليدة، مرورا بمحاور الطريق الإجتنابي الثاني للعاصمة وخاصة عبر محول بئر توتة، مما سيفتح مسارا جديدا للربط بين ميناء العاصمة والولايات الداخلية للوطن عبر ولاية البليدة. وكان أول مقطع من مشروع الطريق الإجتنابي الثاني للعاصمة قد تم تسليمه في نهاية شهر أوت الماضي، وهو المقطع الرابط بين زرالدة والدويرة، على مسافة 5،12 كلم، ويضم منشآت ملحقة كالمحولات والمداخل الفرعية للمدن، يصل طولها إلى نحو 8 كلم. وتم انجاز هذا الطريق الجديد الذي يسمح لمستعملي الطريق بتجنب الدخول إلى المناطق الحضرية للعاشور ودرارية وبابا أحسن، وفق معايير دولية متطورة تمت المصادقة عليها من قبل مكتب دراسات أمريكي، "لويس برجر"، الذي أكد في شهادة التسليم جودة الأشغال والتقنيات الحديثة التي تم بها تجهيز هذا الطريق. وشملت هذه التقنيات الحديثة وضع أحواض تجميع وتصفية المياه من الزيوت بغرض استرجاعها، تركيب إشارات مرورية عملاقة يمكن رؤيتها ليلا من على بعد 500 متر، وضع جدران عازلة للصوت بمحاذاة المدن والمناطق السكنية، ووضع عوازل أمنية قابلة للتفكيك من اجل تحويل مسار حركة المرور في حال وقوع حوادث محتملة. كما تجري حاليا عملية تجريب تجهيز هذا الطريق بأعمدة إنارة بيئية تعمل بالطاقتين الشمسية والهوائية، لتقييم جدواها قبل تعميمها على باقي مشاريع القطاع.