عبر أئمة المساجد عبر مختلف مناطق الوطن أمس الجمعة، عن سخطهم واستنكارهم الشديدين للعمليتين الإجراميتين الشنيعتين اللتين أقترفتا في حق مواطنين جزائريين أبرياء يوم الثلاثاء الماضي بأعالي الجزائر العاصمة· واعتبر الأئمة في خطبتي صلاة الجمعة قتل النفس الانسانية "جريمة بشعة من أكبر الكبائر وذلك مهما كانت الاسباب الدافعة لارتكابها فهي تخريب للعمران وتيتيم للأطفال وتزيل عن الامة الامن والاستقرار"، مبرزين أنه إذا تزعزع الامن في المجتمعات "فلا يمكن أن تسأل بعد ذلك عما يحدث من فتن وهتك للاعراض"· وفي هذا السياق أكد الخطباء أن "أي فعل يزعزع أمن الناس يعد جريمة كبرى وصورة من صور البغي والطغيان التي يخلد مرتكبوها في نار جهنم ويسلط عليهم أشد أنواع العذاب"، داعين مقترفي هذا العمل الإجرامي الذي ينبذه الدين الإسلامي الحنيف إلى التخلي عن أعمالهم الطائشة والإنابة الى المولى عز وجل بالتوبة والدعاء· وإذا كانت الحياة حق لجميع الناس فإن الله تعالى كما ذكر الأئمة "عظمها وجعلها مقدسة وملك له ولم يفوض أي كان ليسلبها من غيره ظلما وعدوانا بغير حق"، مشيرين الى أن الدين الإسلامي قد شدد في أمر الدماء بحيث أن "زوال الدنيا وما فيها أهون عند الله تعالى من زهق نفس مؤمنة بغير حق"، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم· وأكد الخطباء أن "الفقر ليس مبررا لهؤلاء المغرر بهم في قتل النفس البشرية" فصاحب الحاجة ما عليه "إلا أن يدعو الله تعالى ليغنيه عن حاجته" فهو إذ يقول "أدعوني أستجب لكم"، مذكرين بأن الرسول الكريم كان من أفقر الناس فالنار لم تكن توقد في داره لأيام وأشهر· كما أوضح الأئمة أن المسلم الحقيقي هو ذلك الإنسان "الذي يُسلم الناس من لسانه ويده" وهذا يعني حسبهم أن "كل من يزهق أرواح الناس ويخرب البنيان الاجتماعي ويفرق بين المرء وأخيه ويفسد في الأرض فهو من إخوان الشياطين الذين عاتوا عن ربهم بجاهلة جراء التكبر وحمل الضغينة للمؤمنين"· وما دام الأمن والاستقرار من الشروط الأساسية لبناء أي مجتمع فإن الخطباء اعتبروهما من "مقومات الدين الإسلامي وذلك ليتحقق البناء وعمران الأرض"، داعين المواطنين "للمساهمة كل حسب استطاعته في استتباب الأمن والكشف عن المفسدين في الأرض لنيل الأجر الوفير عند الله تعالى"· وتقدم الأئمة بتعازيهم الخالصة الى عائلات الضحايا داعين المولى عز وجل أن يلمهم الصبر والسلوان وأن يشفي جرحى هذه الفاجعة الأليمة·