* email * facebook * twitter * linkedin دعت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي القطاعات الوزارية المختلفة إلى تنسيق الجهود وتفعيل كل الآليات القانونية والمؤسساتية من أجل مواجهة مخاطر تلوث الهواء وكل التهديدات التي يمكن أن تمس المجال الحي في البلاد. وأكدت زرواطي في مداخلتها أمس، بالعاصمة، في افتتاح "اليوم الإعلامي التقييمي حول مكافحة التلوث"، المندرج في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للبيئة أن "الجزائر سجلت حالات كثيرة تمس الأشخاص وتدعو للقلق، لاسيما منهم الأطفال الذين يعانون من أمراض جراء المخلفات التي تنتشر في الجو بفعل انبعاثات غازية متعددة المصادر". ويؤثر تلوث الهواء، وفقا لزرواطي بصفة مباشرة على صحة الإنسان في ظل تزايد التبادلات الصناعية المنتجة للمواد الملوثة وتفاقم الأخطار الناتجة عنها، والتي أصبحت تعيق الحياة الطبيعية للكثير من البشر على سطح الأرض. وحسب الوزيرة، فإن التحديات البيئية الناجمة عن تلوث الهواء والتي تمس بصفة مباشرة الوجود الإنساني، تلزم القطاعات المعنية بالتصدي لها من خلال ميكانيزمات كفيلة بتغيير طرق الإنتاج وتوجيهها نحو الإنتاج المستدام والأكثر نقاء. ويعكف قطاع البيئة حسب الوزيرة على تجسيد البرامج الوطنية في إطار الإستراتيجية الوطنية للبيئة والتنمية المستدامة التي تتمحور حول إدماج البعد البيئي في كل القطاعات، مؤكدة بأن الجزائر تعتمد على المعايير العالمية لرصد مستويات التلوث المسجل في المدن الجزائرية ومقارنتها مع المستويات العالمية، "حيث تم في هذا إطار إنجاز تقديرات كمية للمخلفات الملوثة الناجمة عن بعض الأنشطة الصناعية، بغرض تحديد درجة خطورتها ومدى إسهامها في تدهور نوعية الهواء (وحدات الإسمنت والمحطات الكهربائية والمركبات الكيميائية والحديد والصلب)". وأوضحت الوزيرة أن هذه التقديرات ستمكن من اتخاذ الإجراءات الملائمة التي ترتكز أساسا على تحسيس المتعاملين الاقتصاديين بالمسائل البيئية من أجل انتهاج نظام صناعي صديق للبيئة، ملاحظة بأن هذا المسعى بدأ يعرف انخراط العديد من المتعاملين الصناعيين، من خلال إنجاز استثمارات صديقة للبيئة، "إلا أن العديد من المؤسسات حسبها مازالت تعاني من صعوبات في اقتناء الأجهزة الخاصة للتقليل من انبعاثات الغازات الملوثة". كما اعتبرت المتحدثة، الأنشطة الإنسانية المتسبب الرئيسي في تلوث الهواء، مذكرة على سبيل المثال حركة السيارات والتجهيزات الصناعية وحرق النفايات الحضرية في الهواء الطلق وفي المفرغات العشوائية، رغم تسجيلها الانخفاض المستمر لهذه الأخيرة. وذكرت المسؤولة الأولى عن القطاع بالملوثات الحضرية التي تستدعي حسبها متابعة منتظمة بالنظر إلى تأثيرها المباشر على الصحة، على غرار أكسيد الأزوت وثاني أكسيد الكبريت والأوزون والغبار الخفيف. وحسب السيدة زرواطي، فإن عدد معتبر من المواطنين يصابون بأمراض خطيرة ومستعصية، على غرار الربو والحساسية والأمراض التنفسية والالتهابات الرئوية نتيجة تلوث الهواء، إلى جانب تلوث الأطعمة والمنتجات الفلاحية والحيوانية. وتسجل الأممالمتحدة موت ما يقارب 7 ملايين شخص سنويا حول العالم بفعل تلوث الهواء الناجم عن تزايد التبادلات الصناعية المنتجة للمواد الملوثة والذي يؤدي إلى انتشار الهواء الملوث وتمكنه من عبور الحدود في أقصى درجات الخطورة. يذكر أن الاحتفالات الرسمية باليوم العالمي للبيئة التي تحتضنها الصين تحمل شعار "دحر التلوث الجوي".. وتتناول تأثير الهواء بصفة مباشرة على صحة الإنسان ومستوى معيشته. وبالمناسبة، أطلقت الجزائر عدة نشاطات تحسيسية عبر 48 ولاية، تهدف إلى زيادة وعي المواطنين وتحفيزهم على اختيار النشاطات التي من شأنها الحفاظ على البيئة والتقليص من السلوكات الاستهلاكية الخاطئة المضرة بها، إلى جانب تعزيز التعاون القطاعي في هذا المجال.