* email * facebook * twitter * linkedin حذّر عبد القادر طالب عمر، السفير الصحراوي بالجزائر، أمس، من سياسة التعنت التي تنتهجها حكومة الاحتلال المغربية الرامية إلى عرقلة مساعي التسوية السلمية للنزاع في الصحراء الغربية وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية، مستغلة الدعم الذي تلقاه من جانب الحكومات الفرنسية المتعاقبة، رغم مخاطر ذلك على الاستقرار العام في كل المنطقة المغاربية. جاء تحذير السفير الصحراوي على هامش مشاركته في ندوة تضامنية مع الطفل الصحراوي بمناسبة إحياء يوم الطفل الإفريقي بمنتدى جريدة "المجاهد" بمبادرة من جمعية مشعل الشهيد وشبكة الصحفيين الجزائريين الداعمين للقضية الصحراوية. وأكد السفير الصحراوي أنه في حال استمرت العراقيل المغربية والتي أدت في كل مرة إلى إرغام المبعوثين الأمميين الخاصين إلى تقديم استقالاتهم فإن ذلك سيدفع بالمنطقة إلى تصعيد قادم في التوتر بقناعة أن الطبيعة لا تقبل بالفراغ في إشارة إلى استقالة المبعوث الأممي الخاص هورست كوهلر وقبله كريستوفر روس وجيمس بيكر. ولم يخف الدبلوماسي الصحراوي تأسفه لاستمرار فشل المبعوثين الأمميين في أداء مهامهم بسبب التعنت المغربي بتواطؤ فرنسي مفضوح، حيث طالب مجلس الأمن الدولي بدراسة الأسباب الحقيقية التي حالت دون تمكنهم من أداء مهامهم وتجبرهم في النهاية على الاستقالة. وقال إن تعيين أي مبعوث أممي دون العمل على تذليل هذه العقبات لن يكون له جدوى. وأكد، بالمقابل، أن ملء الفراغ الذي أحدثه رحيل، هورست كوهلر المبعوث الشخصي الاممي الأخير إلى الصحراء الغربية يبقى مهما من أجل تفادي أي تصعيد يحدث في المستقبل. وأكد في هذا السياق أنه منذ قدّم كوهلر استقالته، قبل زهاء ثلاثة أسابيع، لا يوجد أي تحرك على المستوى المنظمة الأممية من أجل تعيين خليفة له لمواصلة مهمة تسوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وهو الواقع الذي جعل الدبلوماسي الصحراوي يؤكد على ضرورة تحرك عاجل من طرف المجموعة الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات فورية لتغيير الأوضاع وتفرض آليات عملية لصالح بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية "مينوروسو" لتمكينها من الاضطلاع بمهامها الموكلة لها سواء في مجال حماية حقوق الإنسان في المدن المحتلة أو العمل على وضع ترتيبات لتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. وأكد طالب عمر أن الجميع يريد الوصول إلى حل يخدم شعوب المنطقة بما يحتم على المجموعة الدولية إيجاد حلّ لهذا النزاع كقضية تصفية استعمار، يقتضي من مجلس الأمن الدولي اتخاذ موقف حازم يفرض تطبيق قراراته ويمكّن بعثة "مينورسو" من الاضطلاع بمهمتها كبعثة مكلفة بتنظيم الاستقاء تماما كما يدل على ذلك اسمها. وأضاف أن الجميع مطالب باستخلاص الدرس كون المغرب وبعد كل هذه السنوات لم يتمكن من تشريع احتلاله للصحراء الغربية وعجز عن انتزاع السيادة على هذا الإقليم، ضمن حقيقة تحتم على دول مجلس الأمن الدولي الانحياز إلى جانب الشرعية الدولية وتطبيق اللوائح الأممية المقرة جميعها بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.