أكد رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة أن ما يحدث في غزة من إبادة جماعية بالأسلحة المحرمة دوليا هي "محرقة صهيونية" تمارسها الإدارة الإسرائيلية "بتواطئ رسمي لا تنفع في إيقافها المساعي الديبلوماسية الرسمية ولم تردعها التهديدات المجتمعية التقليدية". ودعا السيد سلطاني في كلمة له في افتتاح أشغال الدورة العادية للمجلس الشورى الوطني للحركة إلى إعادة النظر في القوانين الناظمة للعلاقات بين المؤسسات الإقليمية والدولية وصلاحياتها وعلاقاتها بالكيان الصهيوني لتعرف البشرية كلها -كما قال- "أن الكيان الصهيوني صار فوق القوانين وفوق التشريعات والقرارات الدولية". وبعد أن ذكر أن الحركة تثمن كل المساعي المبذولة لنصرة المقاومة شدد المتدخل على ضرورة بذل المزيد من الجهود "للضغط على الواقفين خلف المجازر التي ترتكبها الإدارة الصهيونية بدعم غربي وسكوت عربي في إنتظار موقف موحد يتجاوز التنديد إلى التأييد ويوسع الدعم المادي إلى الدعم الجهادي". وحسب رئيس الحركة فإن أحسن بداية هي مطالبة القمة العربية الإستثنائية -التي دعت إليها قطر والمزمع عقدها الجمعة المقبل بالدوحة-عن طريق رئيس السلطة الفلسطينية "برفع شكوى لمحكمة الجنايات الدولية لمقاضاة القادة الصهاينة بتهمة إرتكاب جرائم حرب ضد الأطفال والنساء والشيوخ في غزة وانتهاك حرمة وأماكن العبادة وسائر المقدسات". وبعد أن حيا المقاومة الشعبية المرابطة بغزة التي مازالت "صامدة وثابتة ومصممة على النصر"، أكد السيد سلطاني أن المقاومة عرت زيف مسارات السلام وبينت للعالم قاطبة أن الإدارة الصهيونية منذ أن تم زرعها في قلب الأمة العربية "لا تفهم السلام إلا عن طريق الحرب". وبخصوص جدول أعمال هذه الدورة أكد المتدخل أنها ستناقش ثلاث ملفات أساسية هي "تطورات الأحداث في فلسطين وما يتوجب إضافته من دعم ونصرة خارج إطار التضامن التقليدي" و"البرنامج السنوي وأولوية الحركة خلال سنة 2009 لاسيما الإنتخابات الرئاسية القادمة" وكذا "غلق ملف تداعيات المؤتمر الرابع وكيفيات تنفيذ الإجراءات المتفق عليها". وبدوره أوضح رئيس مجلس الشورى للحركة السيد عبد الرحمان سعيدي أن هذه الدورة العادية "تنعقد في ظروف غير عادية" نظرا لما يحدث في قطاع غزة الذي -كما أضاف- "أسقط القناع عن اليهود الذين لا يريدون سلاما وعن الذين باعوا القضية الفلسطينية". وذكر المتحدث أنها ليست المرة الأولي التي ترتكب فيها إسرائيل مجازر في حق الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن القضية العادلة "لا تموت والظالم سيبقى ظالما وستفضحه محكمة التاريخ". وبعد أن حيا السيد سعيدي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية أوضح أن هذه القضية "تحتاج إلى المزيد من الدعم والتأييد". (وأج)