* email * facebook * twitter * linkedin كشف الفوز الأخير الذي حققه الفريق الوطني على منتخب السنغال وتأهله إلى الدور المقبل بأداء مميز، عن مدى نجاح المدرب جمال بلماضي في إعادة الثقة والروح الجماعية لمحاربي الصحراء، حيث نوّه كل المتتبعين بالعمل الجبار الذي قام به هذا المدرب الشاب، الذي رفع التحدي وقبل مهمة تدريب "الخضر" في ظروف كانت صعبة، بعد خيبة كبيرة وتراجع رهيب في المستوى، وتسجيلهم نتائج سلبية في عهد الطاقم الفني الذي سبقه؛ إذ لم يكن يؤمن أي كان بقدرات القادم من البطولة القطرية، في إعادة القاطرة إلى السكة. رغم الانتقادات الكبيرة التي كان عرضة لها في البداية وفي كل مرة، إلا أن الشخصية القوية للاعب السابق لأولمبيك مرسيليا، جعلته يواصل المسيرة بهدف واحد، وهو إعادة قوة وصلابة الفريق الوطني، وحتى إن كانت هذه هي بداية المشوار في كأس أمم إفريقيا، إلا أن العارفين بخبايا كرة القدم ومختلف المحللين عبر العالم العربي والإفريقي، أشادوا بعودة معالم الفريق القوي، الذي يرشحونه للعب الأدوار الأولى في هذه المنافسة القارية، ولم لا التتويج باللقب، الأمر الذي يرفض بلماضي الحديث عنه في الوقت الحالي، رافضا أيضا أن يوضع في خانة المرشح للفوز بكأس أمم إفريقيا المقامة بمصر من 21 جوان إلى 19 جويلية. ووُصف بلماضي بالبطل القومي، والرجل المحب للجزائر والمخلص، وما أثبت ذلك تفاعله العفوي فوق الميدان مع كل لقطات المباراة، حيث التُقطت له صورة تداولت بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو جالس على ركبتيه رافعا يديه إلى السماء، عرفت الكثير من التعليقات، كلها في صالح هذا المدرب، الذي يريد أن يبلغ القمة مع فريق أعاد تركيبه من جديد بنفس العناصر التي لعبت في السابق، إلا أن السابقين فشلوا في الدفع بهم إلى الأمام.ولم يُخف بلماضي الذي عُين مدربا للمنتخب الوطني في شهر جويلية الماضي، طموحه الكبير في الوصول إلى نهائي الكأس، متمسكا بأقواله السابقة التي جلبت له الكثير من الانتقادات من قبل النقاد والمحللين، إلا أنه أبدى ثقة كبيرة في نفسه وفي العمل الذي يقوم به، فضلا عن معرفته الجيدة والدقيقة بالمنتخبات المنافسة، بدليل أنه كشف للصحفيين السنغاليين عن تشكيلة منتخب بلادهم أمام الجزائر قبل المباراة بيوم. ومن أسباب النجاح الذي يسير عليه بلماضي، أنه من بين المدربين الشباب الذين يعرفون كيف يوصلون الرسالة للاعبين، فهو قريب منهم كثيرا، ولكنه صارم حينما يتعلق الأمر بالانضباط، واضعا خطوطا حمراء لا يجب تعديها من قبل عناصره. وما يساعد بلماضي في عمله مع التشكيلة الوطنية التي تتكون أساسا من اللاعبين المغتربين، أنه من هذه الجالية، وهذا ما يسهل عملية التفاهم بينه وبين اللاعبين، الذين كانوا في السابق يشكلون تكتلا في المنتخب، عرف بلماضي كيف يقوم بتفكيكه، ليكوّن مجموعة أخرى تضم كل اللاعبين وتفكر في اتجاه واحد، وهو مصلحة المنتخب لا غير، وخير دليل إحالة ياسين براهيمي على كرسي الاحتياط منذ بداية المباراة، ولم يشكل ذلك أي مشكل في الفريق الوطني، بل ظهر براهيمي في الكثير من المناسبات في اللقاءين الماضيين، يشجع لاعبيه، ويساعد مدربه من خط التماس، وهذا ما تكشفه أيضا شهادات اللاعبين، على غرار رياض محرز الذي أصبح قائدا للخضر منذ انطلاق الدورة القارية، والذي قال إن التعاون بين اللاعبين أصبح السمة البارزة لهذا المنتخب، وأن الجميع أصبح يهاجم ويدافع من أجل الفريق. ويشدد محرز على أن كل اللاعبين ينفّذون بدقة التعليمات التكتيكية للمدرب جمال بلماضي في الملعب، وكثيرا ما انتُقد محرز لعدم قيامه بالأدوار الدفاعية مع منتخب بلاده، بخلاف ما يفعله مع ناديه مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي، لكن يبدو أن بلماضي نجح في دفع اللاعب ليكون في خدمة المنتخب أولا وأخيرا. وأهدى يوسف بلايلي، لاعب الترجي التونسي، الهدف الذي سجله في مرمى السنغال، لمدربه بلماضي وزملائه ولكل الشعب الجزائري، بينما أكد بغداد بونجاح مهاجم السد القطري، أن بلماضي درس السنغال جيدا، وهو ما سمح للمنتخب الوطني بالتغلب على أسود التيرانغا.