انجازات جديدة يرتقب أن تتوج التطور الحاصل في قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في 2008، من أبرزها استلام المنشآت التي تضمها الحظيرتان التكنولوجيتان بكل من سيدي عبد الله بالعاصمة وعنابة، إطلاق القمر الصناعي الجزائري "ألسات 2أ"، تجسيد مشروع الحكومة الالكترونية وفتح رخصة استغلال خدمات الهاتف المحمول من صنف "الجيل الثالث وأكثر"، علاوة على استكمال ملف فتح رأسمال مؤسسة "اتصالات الجزائر"· وينتظر أن يشهد القطاع انتعاشا أكبر مع استلام المنشآت والبناءات التي استكمل تشييدها بكل من حظيرة سيدي عبد الله والحظيرة التكنولوجية الجهوية لعنابة، حيث تتيح هذه المرافق الحضارية فضاءات أوسع لمختلف المؤسسات والمتعاملين الوطنيين والأجانب، ما يسمح برفع مستوى التنافسية في ميادين الإبداع والابتكار التكنولوجي وترقية مجالي التكوين والبحث العلمي وتطوير الصناعة التكنولوجية في الجزائر· ويتزامن ذلك مع الشروع في اعتماد البرنامج الجديد للتكوين والتفتح على المؤسسات وترقية فروع اتصالية جديدة· كما ستشهد سنة 2008، الاستمرار في تجسيد البرنامج الوطني الفضائي الذي يشمل التحضير لإطلاق القمر الصناعي "ألسات 1 ب" في غضون 2009، وذلك لاستخلاف "ألسات 1أ" الذي تستنفد صلاحية استغلاله قريبا· وفي انتظار ذلك سيتم خلال السداسي الثاني ل2008 إطلاق القمر الصناعي "ألسات 2أ" الموجه هو الآخر لدعم البحث الاستطلاعي في مجالات التنمية الاقتصادية والأخطار الكبرى مثل الفيضانات والزلازل والتصحر وغزو الجراد، بينما يحضر القطاع في إطار نفس البرنامج الذي تشرف عليه الوكالة الفضائية الجزائرية لإنجاز وإطلاق قمر صناعي متخصص في مجال الاتصالات في غضون سنة 2010 · من جانب آخر سيتم العام المقبل استكمال كافة عمليات الربط بالشبكة الداخلية بين مختلف المؤسسات والهيئات الرسمية والإدارية في إطار مشروع الحكومة الإلكترونية، الذي يعتبر بمثابة البوابة الرقمية الحكومية التي ستسمح بالتواصل مع الهيئات العمومية، باستعمال الوسائل التكنولوجيا المتطورة، والجاري تجسيده بالتزامن مع مشاريع الربط الالكتروني الفرعية الأخرى التي تضم مجالات محددة ومؤسسات إدارية وتجارية متخصصة، على غرار المشروع النموذجي للمدرسة الإلكترونية، الذي يشمل في البداية 4 مؤسسات تعليمية وبرنامج البلدية المحلية الذي يهدف هو الآخر إلى خلق تواصل مستمر بين المواطن والجماعات المحلية بواسطة الوسائل التكنولوجية الحديثة وكذا مشروع ربط أكثر من 1600 منطقة معزولة بالشبكة المعلوماتية، لإدخالها في فضاء المجتمع المعلوماتي· وتجدر الإشارة إلى أن تم في سياق ترقية مشروع الحكومة الالكترونية إنشاء 12000 موقع خاص بمؤسسات وهيئات عمومية، وكانت وزارات العدل، الداخلية والجماعات المحلية، الصحة والتعليم العالي أولى الهيئات التي دخلت في المشروع· على صعيد آخر سيتعزز مجال خدمات الهاتف النقال، الذي يعد أكثر المجالات الاتصالية حركية وأسرعها تطورا، منذ الإعلان عن تحرير هذا الأخير في 2000، وفتح رخص استغلال نشاط المحمول في 2001، بنظام الشبكة المتطورة للجيل الثالث· وقد عرفت عملية التحضير للترخيص باستغلال هذا النظام تقدما ملحوظا، حيث تشرف الدراسة التقنية للسوق على نهايتها لتفسح المجال، للإعلان عن الدراسة التقنية المتضمنة للخيارات الاستراتيجية، وخصوصيات هذا النظام، ثم عرضها على الحكومة للبث فيها والإعلان عن المناقصة المفتوحة للمتعاملين الراغبين في استغلالها قبل نهاية 2008· وينتظر أن تتوج خلال الثلاثي الأول من هذه السنة أيضا، مسار فتح رأسمال مؤسسة "اتصالات الجزائر" الذي طال انتظاره منذ الإعلان عنه في سنة 2005، وأعيد بعثه مؤخرا وفق معطيات جديدة سجلتها المؤسسة التي حققت تطورا كبيرا في السنتين الأخيرتين، لاسيما من خلال دعم نشاطها بوسائل وأنظمة متطورة، وإدراجها لخدمات جديدة، يستدعي تطوير التحكم فيها، إيجاد شريك استراتيجي، يرافق المؤسسة ويعمل على تعزيز تموقعها على الصعيدين الجهوي والدولي· وبنفس الوتيرة التي يوقع بها قطاع الاتصالات نموه في الجزائر يسجل قطاع البريد من جهته، تطورا مذهلا، يقوم أساسا على عصرنة أنظمته من خلال الاستغلال الجيد لتكنولوجيا الاتصال المتطورة لتحسين أدائه وترقية مستوى الخدمة العمومية المقدمة للجمهور، فمؤسسة "بريد الجزائر" التي تعالج عمليات مالية تفوق قيمتها أكثر من 15 ألف مليار دينار، سيواصل في 2008 برنامج تعميم نظام الدفع الإلكتروني الذي يهدف إلى وضع شبكة مرنة لاستيعاب عمليات الدفع الإلكتروني، مع استكمال عملية توزيع البطاقات المغناطيسية على المشتركين المقدر عددهم ب9,7 مليون مشترك في حين وصلت العملية نهاية العام الجاري إلى 4 ملايين بطاقة موزعة·= للإشارة فإن الحجم الإجمالي للاستثمارات بقطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الذي وصل رقم أعماله هذا العام إلى 260 مليار دينار، يقدر ب5 ملايين دولار، ويوفر هذا القطاع اليوم أكثر من 220 ألف عامل، وينتظر أن يرتفع هذا الرقم مع فتح فروع مهنية جديدة، على غرار نشاط مراكز استقبال المكالمات، المرتقب أن يصل عددها مع نهاية 2008 إلى نحو 30 مركزا توفر 50 ألف منصب شغل جديدة·.