تنطلق اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس أشغال ندوة الدول المانحة لتقديم الدعم المالي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في آفاق 2008 وسد احتياجاتها في السنوات الأولى من إنشائها·ويترأس أشغال الندوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى جانب النرويج والمفوضية الأوروبية وتوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الى الشرق الأوسط· ويشارك في هذا اللقاء حوالي 90 وفدا يمثلون الأطراف الرئيسة في مسار السلام والدول العربية وعديد المنظمات والهيئات الدولية والمالية وفي مقدمتها الأممالمتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي يتباحثون سبل تقديم الدعم المالي للفلسطينيين· وقال دفيد مارتينو المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية أمس أنه يجب على الندوة تقديم الدعم المالي والسياسي للسلطة الفلسطينية بحيث يسمح لها بناء دولة مستقلة· وكانت السلطة الفلسطينية قدرت احتياجاتها المالية ب5.6 ملايير دولار، وعرضت على الدول المانحة شهر نوفمبر الماضي الخطوط العريضة لخطة تنمية شاملة تمتد من 2008 إلى 2010 أعدتها حكومة تسيير الأعمال بقيادة سلام فياض واصطلح على تسميتها بخطة الإصلاح والتنمية· وقد نالت الخطة إعجاب الدول المانحة في مؤشر الى أن المساعدات المالية التي ستقدم للفلسطينيين ستكون جد معتبرة خاصة وأن الولاياتالمتحدة لوحدها قررت تخصيص 500 مليون دولار لصالح الفلسطينيين·وتهدف خطة فياض إلى إقامة مؤسسات دولة حقيقية ذات اقتصاد ناجح، تضمنت مشاريع إنهائية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة· وقال رئيس الوزراء الفلسطيني في تصريح صحفي أن "الإصلاحات ليست مجرد شعارات جوفاء بل هي حقيقية ستنفذ على أرض الواقع "، مؤكدا أن التسيير المالي الفلسطيني لا يوحي بأي خطر· واعتبر المسؤول الفلسطيني نجاح ندوة باريس مرهونا باستلام السلطة الفلسطينية للمساعدات المالية دون تأخير لسد بعض نفقاتها العاجلة وقال أن ذلك أمر ممكن إذا لم ينتب الدول المانحة أية شكوك بخصوص التسيير المالي·والواضح أن رئيس الوزراء الفلسطيني قد نال ثقة الدول المانحة حيث أكد تقرير لصندوق النقد الدولي سيعرض اليوم على المشاركين في الندوة أن امتلاك السلطة الفلسطينية لرصيد بنكي وحيد مكن من التحكم في النفقات· ونفس الأمر أكد عليه دبلوماسيون أوروبيون الذين هم على علاقة بمفاوضات السلام التي انطلقت مؤخرا بين الفلسطينيين والإسرائيليين حيث اعتبروا الخطة الفلسطينية للتنمية خطة مضمونة من منطلق أن فياض هو الذي أشرف على إعدادها· من جهة أخرى فإنه من بين النقاط التي سيتطرق لها المشاركون في ندوة باريس مسألة الحواجز الأمنية الإسرائلية المكثفة في الضفة الغربية والتي يتجاوز عددها 550 حاجزا·