حب الوطن... الدفاع عن الأرض... الأرض هي العرض.. وغيرها من القيم التي ينبغي غرسها في أجيال المستقبل، باعتبار أن الأرض أو الوطن بات من أهم القيم المستهدفة من طرف المستعمر الغاشم وفلسطين خير دليل على ذلك، وقد سبقتها الجزائر التي انتفض شعبها و قدم الغالي والنفيس من اجل أن تتحرر هذه الأرض الطاهرة، كان هذا أهم ما حاولت كل من السيدة نجاة العبيدي الكاتبة الجزائرية والسيدة خاضرة العيدي الأم الفلسطينية ورئيسة رابطة النساء الفلسطينيات توضيحه من خلال ندوة نظمت بميدياتيك بشير منتوري مؤخرا بالعاصمة أشارت خلالها السيدة نجاة العبيدي إلى أن السبب وراء اختيار موضوع دور المرأة في ترسيخ ثقافة الأرض لدى الأجيال، راجع إلى مدى التأثر الكبير بما يحدث في فلسطينالمحتلة من عدوان وقصف عليها، الهدف منه إبادة الشعب الفلسطيني واغتصاب الأرض. وبما أن سبب العدوان كله قائم على الأرض فإن هذه الأخيرة قد أضحت اليوم إحدى أهم القيم التي ينبغي غرسها في الأطفال حتى يدركوا مدى أهميتها ويحسنوا الدفاع عنها. وتشبه المتحدثة الأرض بمثابة العرض أو الشرف، وفي المقابل تصف المستعمر بأنه بمثابة اللص الذي يبحث عن أية فرصة من اجل السطو على الأرض، وهنا تضيف المتحدثة يبرز دور الأم في تعليم أطفالها مجموعة من القيم الوطنية التي يأتي على رأسها حب الأرض التي يعيش عليها وينتمي إليها، وان النضال في سبيل الوطن والاستشهاد ضروري. من جهة أخرى، تشير السيدة العبيدي إلى انه ينبغي للمرأة الفلسطينية أن تأخذ العبرة من المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية التي أعطت أحسن صورة عن المقاومة، من خلال حث الأطفال على التمسك بأرضهم و دفعهم إلى الجهاد في سبيله وخير مثال على ذلك تسوقه زغردة المرأة الجزائرية إبان الثورة إذا استشهد زوجها أو أبوها أو أخوها، عوض أن تبكيه فرحة لأنه قد استشهد من اجل الدفاع عن الوطن، فهو بطل خلف دروسا في الوطنية التي في جوهرهاتحث على التشبث بالأرض مهما كان الثمن، وهو الدرس الذي سعت المرأة الجزائرية إلى غرسه في أبنائها، وبالتالي فالأم في نظري تقول هي المسؤول الأول عن مدى تشبع الأطفال بروح الوطنية وحب الوطن.. وعليه لا بد لها أن تدرك مدى أهمية المسؤولية الواقعة على عاتقها تجاه أطفالها. ومن جهتها شبهت السيدة خاضرة العيدي المرأة الفلسطينية المكافحة، والتي ترمز للصمود في وجه العدوان، بشجرة الزيتون الشامخة التي ظلت وتظل ثابتة أمام كل ما تتعرض له من عدوان، حيث قالت خلال مداخلتها أن ما يقع على عاتق المرأة الفلسطينية هو مجهود مضاعف، فإلى جانب الصبر على ما يحدث وتحمل أعباء ومشاق الحياة الصعبة في ظل الحصار، فإن هذه الأخيرة تصر على البقاء والإنجاب حتى لا ينقرض الشعب الفلسطيني، وإلى جانب المشاركة في الانتفاضة، فهي تجتهد من اجل توعية الأطفال بما يحدث حولهم من خلال غرس حب الوطن بداخلهم وتحفيزهم على الدفاع عنه كونه موطنهم وموطن أجدادهم ومعقل حضارتهم وتاريخهم. وتشير من جهة أخرى إلى انه على الرغم من صعوبة دور المرأة الفلسطينية فوق الأرض المحتلة، فإن مسؤولية المرأة الفلسطينية المغتربة اكبر بكثير وتعتبر نفسها نموذجا، حيث تقول " حقيقة ولد أطفالي في الجزائر ولكني عملت منذ نعومة أظافرهم على الكشف لهم عن موطنهم الأصلي ودفعهم إلى حبه، وكانت كلما سمحت لي الفرصة ازور رفقة أولادي وطننا، وكنا نمكث بين أهلنا". وتضيف "بعد أن أنهى أولادي تعليمهم في الجزائر أبوا إلا أن يعودوا أدراجهم إلى وطنهم الأم، حيث استقروا وتزوجوا في فلسطين، وهذا يدل على نجاح دور المرأة الفلسطينية في تثبيت حب الوطن داخل أولادها ودفعهم إلى التمسك به والنضال من اجله. وعليه، فالعمل على ترسيخ ثقافة حب الوطن والدفاع عنه والنضال من اجله، مهمة صعبة خاصة في ظل العدوان، ولكنه واجب و التزام تتحمله كل أم، فلا بديل عن الوطن، تضيف السيدة خاضرة، التي تصف الطفل الفلسطيني بالطفل الجبار . وللإشارة، فقد تخلل الندوة إلقاء بعض المقاطع الشعرية التي جاء بها واحد من محبي فلسطين، وهو شاب من تمنراست" بقهار طيب "، الذي عبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، حيث قال: دمعة على القدس يا ثالث الحرمين إن السلام عداوة وعدوان عند اليهود تثيرها الأحقاد