* email * facebook * twitter * linkedin تشهد معظم فضاءات اللعب والمساحات الخضراء ببلديات وهران وضعية كارثية، يطبعها خراب شامل، بعد ما تم صرف الملايير عليها لإنجازها ووضعها في خدمة المواطنين، في وقت تشهد الشوارع، خاصة أمام المدارس، انتشار ظاهرة الكوابل الكهربائية التي تبقى متدلية خارج الأعمدة، مما يهدد الأطفال بالموت صعقا. تحولت ظاهرة الخراب الذي لا يزال يطال مساحات خضراء وفضاءات لعب الأطفال بوهران إلى "أمر عادي"، بعد توسع الظاهرة عبر كامل الولاية، في غياب تام لمصالح البلديات والدوائر وجمعيات المجتمع المدني، التي من شأنها المساهمة في حمايتها. للوقوف على الظاهرة، قامت "المساء" بجولة عبر أحياء بلديات وهران، بئر الجير والسانيا، التي تعد أكبر بلديات الولاية المشكلة للمجمع الحضري لوهران، حيث يلاحظ زوار مدينة وهران وبئر الجير وضعية كارثية تعرفها مساحات لعب الأطفال، بعد تحطم كامل الألعاب في ظرف قياسي، في غياب تدخل الجهات المختصة لصيانتها وإعادتها إلى حالتها الأولى، في حين اختفت مساحات اللعب بالكامل في بلدية السانيا، في وقت تهدد وضعية بعض الألعاب حياة الأطفال بعد تعرضها للتكسير والتحطيم، خاصة بعض الألعاب المكونة من قطع حديدية، ويؤكد بعض المواطنين في هذا الشأن، أن عدة حوادث تعرض لها الأطفال بسبب الألعاب القديمة المحطمة، حيث أصيبوا بجروح ونقلوا للعلاج، نتيجة افتقارها لشروط الأمان. كما تعرف بعض المساحات الخضراء تدهورا كبيرا، جراء تأخر عمليات جمع النفايات المنزلية، وقيام بعض المواطنين برمي مخلفاتهم أمام الحدائق ومساحات اللعب المحطمة، مما شكل ديكورا لا يليق بمدينة بحجم وهران، في غياب الحس المدني وتدخل سريع من المسؤولين، في وقت انتشرت الظاهرة بشكل ملحوظ، خاصة على مستوى الأحياء الكبرى لمدينة وهران، وحتى بالأحياء الجديدة لبلدية بئر الجير، حيث اختفت عدة مساحات خضراء بالكامل، وتحولت أخرى إلى نقاط سوداء في غياب متابعة مسؤولي البلديات. يؤكد مواطنو المنطقة، أنه تمت مراسلة المسؤولين مرارا، غير أن الوضعية لا تزال على حالها، فيما استغل بعض السكان تردي الوضع لإنجاز توسعات عشوائية، باستعمال السياج الحديدي لتختفي هذه المساحات وتحول إلى "ملكيات خاصة". في المقابل، تشهد معظم شوارع مدينة وهران ظاهرة خطيرة تهدد حياة المواطنين، خاصة الأطفال والمتمدرسين، وهي تدلي كوابل وأسلاك الكهرباء من خارج الأعمدة، في مشهد مرعب يدعو إلى تدخل المصالح المختصة عاجلا، ويوضح بعض الأولياء أن الظاهرة تزداد خطورة مع تساقط الأمطار التي قد تؤدي إلى وقوع شرارات كهربائية، مما قد يخلف حوادث مميتة. ذكر أولياء آخرون أن بعض أعمدة الإنارة المحطمة، تقع بجانب مؤسسات تعليمية، وتهدد مباشرة التلاميذ خلال دخولهم وخروجهم من المؤسسات أو اللعب بجوارها، داعين إلى تدخل مصالح الولاية والمؤسسة العمومية للإنارة، التي تتكفل بمتابعة ملف الإنارة العمومية ببلدية وهران. عن المشكل، أكد مصدر من بلدية وهران، أن ملف الإنارة العمومية أصبح من صلاحيات المؤسسة العمومية للإنارة العمومية منذ سنوات، حيث تستفيد سنويا من مبلغ 12 مليار سنتيم لتوفير الإنارة وتهيئة وصيانة الأعمدة، موضحا أن المشكل مطروح في عدة أحياء، ويعود في الغالب إلى تعرض أغطية الأعمدة الحديدية للسرقة من طرف عصابات النفايات الحديدية. سجلت البلدية سرقة ما لا يقل عن 1000 غطاء للأعمدة الكهربائية التي بقيت على حالها، في انتظار إيجاد حل نهائي للقضاء على الظاهرة المستمرة بقوة عبر شوارع المدينة.