مع بداية العد التنازلي للانتخابات الرئاسية المقبلة نظمت نهاية الأسبوع عدة لقاءات عبر التراب الوطني في إطار التحسيس بأهمية هذا الموعد والمشاركة فيه، حيث تجاوبت التشكيلات السياسية، المجتمع المدني ومختلف الفئات مع الاقتراع الذي تحرص السلطات على تحضير كل الإمكانيات لإجرائه في شفافية ونزاهة، حيث شهدت العديد من ولايات الوطن نشاطات مكثفة بهدف التحضير الجدي للاقتراع والتحسيس بضرورة المشاركة فيه انطلاقا من المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية إلى التحسيس بأهمية الموعد الانتخابي خاصة بالنسبة للمرأة والجمعيات النشطة في هذا المجال. وقد أظهرت اللقاءات التحضيرية ونداءات الترشح للرئيس بوتفليقة تأهب مختلف التشكيلات والمنظمات والشباب للمشاركة في حملة تحسيسية لسباق الرئاسيات في انتظار مباشرة الحملة الانتخابية حيث ناشد مليون و75 الف شاب الرئيس بوتفليقة الترشح من خلال توقيعاتهم المتضمنة في صك رمزي. فقد ناشد مليون و75 ألف شاب جزائري من كل ولايات القطر أول أمس بالجزائر العاصمة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال توقيعاتهم المتضمنة في صك رمزي. وتلقى وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بلخادم، أثناء تجمع نظمته "اللجنة الوطنية للمتعاطفين مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة" بقاعة حرشة هذا الصك الرمزي المتضمن التوقيعات من أيدي ممثلي الوفود الشبانية للولايات ال48 لتسليمه لرئيس الجمهورية، واعتبر السيد بلخادم أن "هذه التوقيعات هي بمثابة رسالة موجهة للمشككين الذين يقولون أن الشباب يائس من السياسة" . ولدى مخاطبته المشاركين في هذا التجمع، أكد السيد بلخادم "إنكم تثبتون إيمانكم وإخلاصكم لوطنكم اليوم بمطالبتكم لرئيس الجمهورية الترشح للانتخابات الرئاسية" . من جهته قال وزير التعليم والتكوين المهنيين السيد الهادي خالدي بصفته مناضلا في حزب جبهة التحرير الوطني أنه "يبارك كل عمل شباني من شأنه المساهمة في بناء الجزائر والحفاظ على استقرارها وأمنها وكذا المساهمة في تنميتها". أما نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد صديق شيهاب، فاعتبر من جهته وبصفته ممثلا عن التجمع الوطني الديمقراطي أن هذا اللقاء الشباني "تكذيب واضح لكل من يريدون التشكيك في تعلق الشباب الجزائري بوطنيته" مضيفا انه "صفعة في وجه زارعي ثقافة اليأس". وإلى جانب السلطات المعنية وكذا تشكيلات التحالف الرئاسي التي تعكف على التحضير المكثف والجدي للرئاسيات، يسعى المجتمع المدني وعدد من الجمعيات إلى لعب دور فعال في إنجاح الاستحقاق من خلال تنظيم لقاءات تحسيسية في انتظار فتح المداومات في فيفري المقبل، حيث يؤكد الإعلان عن إنشاء لجنة دولية لدعم ومرافقة ترشح الرئيس بوتفليقة للانتخابات المقبلة الالتفاف حول هذا المطلب. وقد دعمت الصورة الايجابية للجزائر والمنجزات التي تحققت في العشرية الأخيرة مساعي الداعين الرئيس بوتفليقة للترشح وتحسيس المواطنين بضرورة المشاركة في هذا الموعد الانتخابي، حيث ينتظر أن تنطلق مراحل تحضير الحملة الانتخابية بقوة أكبر بعد إعلان الرئيس عن ترشحه رسميا عن طريق الشروع مباشرة في جمع التوقيعات، بينما تتركز الجهود حاليا على مراجعة القوائم الانتخابية وإقناع الناخبين بالإقبال على صناديق الاقتراع. ورغم أن عملية التحضير للرئاسيات لا تزال في مرحلتها الأولى، إلا أن الساحة السياسية اليوم بدأت تتفاعل مع الانتخابات الرئاسية باعتبارها محطة سياسية هامة ينتظر أن تعرف إقبالا معتبرا للناخبين من أجل اختيار المرشح المناسب. فقد أعلن الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري السيد أحمد شنة أول أمس بالوادي عن إنشاء "لجنة دولية لدعم ومرافقة ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة" للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضح السيد شنة خلال أشغال ندوة الألفية التاسعة عشر التي نظمتها الأكاديمية بالوادي حول موضوع "القطاع الخاص بين الربح والمسؤولية الاجتماعية" أن "مقر هذه اللجنة يوجد في لندن وأن الإعلان عن تأسيسها في الوادي جرى في نفس الوقت أيضا في العاصمة البريطانية". مشيرا إلى أن "مبادرة إنشاء اللجنة تعود إلى مجموعة من الشخصيات الدولية ونشطاء المجتمع المدني الدولي ومجموعة إطارات جزائرية في الداخل والخارج" وأن " الأكاديمية بادرت إليها مع هذه الفعاليات." وذكر بأن من بين أهم أهداف هذه اللجنة- التي تمثلها في الجزائر الأكاديمية المذكورة- "تثمين" جهود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في "إرساء دعائم السلم في الجزائر والعالم ومرافقة ترشحه فور إعلانه عن ذلك وإلى غاية الإعلان عن النتائج النهائية للرئاسيات" . وأضاف أن "اللجنة ستعمل أيضا على تقديم الصورة الايجابية لتطور الحريات الفردية والجماعية ووضعية حقوق الإنسان والانجازات الكبرى التي حققها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للجزائر والعالمين العربي والإسلامي والإنسانية في هذا المجال" . وأشار السيد أحمد شنة إلى أنه إضافة إلى كون أكاديمية المجتمع المدني الجزائري ستشرف على هذه اللجنة في الجزائر فإن إعلاميا جزائريا سيشرف عليها في العاصمة البريطانية، حيث ستضم أعضاء وبرلمانيين أجانب من سويسرا وماليزيا وبعض الدول الأوروبية.