رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يسرّ (البصائر) أن تنشر في سانحة هذا العدد، نص المداخلة التي قدمها سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان، إثر المحاضرة التي ألقاها مدير تحرير جريدة (البصائر) الأستاذ عبد الحميد عبدوس، بمقر المجلس الإسلامي الأعلى، يوم الأحد 28 محرم 1430ه الموافق ل 24 جانفي 2009م بمناسبة تقديمه لكتابه (تأملات في اللحظة الحرجة) فإليكموها بمزيد من التفصيل اقتضاه المقام: « الأدب العربي صنفان اثنان: الشعر والنثر، وقد تعددت أغراض النثر فكان منها: الخطب والوصايا، والأمثال والحكم، والقصة والرواية، والمقالات والرسائل، ومنها التوقيعات، وقد برع في هذا الفن فرسان كثر من الوزراء والكتاب، أذكر من بينهم عمرو بن مسعدة، وقد وزر للمأمون العباسي، ومن روائع توقيعاته، ما وقع به بين يدي جعفر بن يحي البرمكي، ردا على ورقة رفعها إليه غلمانه يستزيدونه في رواتبهم، فأمره بالرد عليهم، فكتب يقول:( قليل دائم، خير من كثير منقطع). فضربه على منكبه وقال: أي وزير في جلدك. وقد ألهمت مثل هذه التوقيعات، فأوردتُ بعضها في مقدمتي لكتاب:(مع حمار الحكيم) الذي ألفه الأخ الأديب، الإداري الشهيد، الأمين العام لمعهد عبد الحميد بن باديس، سنة 1953 أحمد رضا حوحو، تعرضت فيها إلى الأديب الذي تحتاجه الأمة، وهو الذي يتحسس آلامها وآمالها، فيعبر عنها تعبيرا صادقا، من شأنه أن يؤثر في القراء، التأثير الإيجابي، الذي يحيي فيهم الأمل، ويحفزهم إلى العمل، وعرّفتُ الأدب الذي يصلح للأمة وتصلح به، في توقيع هو:( خير الأدب ما كان من الشعب وإلى الشعب) وهو التعبير الذي عرفت الجزائر مثله، بعد مرور سنة عند اندلاع الثورة التحريرية المظفرة، التي كان شعارها:(الثورة من الشعب وإلى الشعب). وعلى هذا النّسق يكون رأيي في الأستاذ عبد الحميد عبدوس، في حقل الكتابة الصحفية، وهو: أنه استجمع القيم الأساسية للصحفي الكاتب الناجح، ألا وهي: القيمة الخلقية، والقيمة الثقافية، والقيمة الفنية، فالله تعالى نسأل له العمر المديد، والعيش الرغيد، ومزيدا من الإنتاج الجديد، والتوفيق والتأييد. موقف الحكام العرب والمسلمين: وتعليقًا منّي على ما أثاره المحاضر بمناسبة تقديمه لكتابه (تأملات في اللحظة الحرجة) وكثير من المعقبين على الموقف السّلبي لبعض الحكام العرب والمسلمين، من قضية غزة خاصة، وقضية فلسطين عامة، قلت:" لو أن هؤلاء الحكام، يشعرون بأن أفراد الأمة العربية والإسلامية، أمة واحدة، وفق ما قال الله تعالى في الآية 92 من سورة الأنبياء: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} لما تأخروا عن مقاطعة إسرائيل، والإدارة الأمريكية التي تمدها بالسلاح وبالمال، وبالغطاء السياسي الذي هيأ لها الدّوس على القوانين التي يصدرها مجلس الأمن وجمعية الأممالمتحدة، فلا يسعنا والحال هذه، إلا أن نقول:( الله يهديهم ولاَّ يَدِّيهم). وقد علق السي العربي دماغ العتروس، الأخ المجاهد، والسفير الوزير سابقا، على دعائي قائلا: (أنا أوافق على أن يديهم برك). وختاما أوجه خالص الشكر وأتمه للمجلس الإسلامي الأعلى، على تقديره للكفاءات الجزائرية، وتشجيعه لها، بنشر آثارها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ».