تحامل الشارع الكروي التونسي بكيفية غير مسبوقة على المدربين الجزائريين الذين باتوا يشكلون ظاهرة لدى جيراننا بعدما أصبحوا يمثلون النسبة الأعلى في عدد التقنيين قياسا مع بقية الجنسيات، حيث نجد إلى جانب عبد الحق بن شيخة كلا من عبد الكريم بيرة الذي غادر مؤخرا مستقبل المرسى، وميهوبي الذي كان على رأس العارضة الفنية لمستقبل القصرين قبل ان يضطر إلى رمي المنشفة، وعبد العزيز خروف مدرب قوافل قفصة، ونجدي الكردي (نجم بني خلاد)، وبوعلام منقور (مستقبل قابس). هذا التحامل بدا واضحا من خلال بعض آراء عينات من الأسرة الرياضية التونسية التي أجمعت في تصريحات للصحافة المحلية أبرزها "الشروق" اليومية على ان الاعتماد على المدرسة الجزائرية يعتبر حلا خاطئا مائة بالمائة ولا يخدم أبدا الكرة التونسية. ففي هذا الصدد قال وليد مرابطيني، أحد الاختصاصيين "المغمورين": "أعتقد أن هذه الظاهرة تعتبر سلبية باعتبار أن المدربين الجزائريين لا يفوقون أبناءنا التونسيين في شيء وبالتالي فإن دعوتهم كانت على حساب مدربينا فضلا عن أنهم لا يمثلون مرجعا فنيا يمكن اعتماده مقارنة بالأوروبيين أوالبرازيليين مثلا، ثم إنه وإن نجح بن شيخة مع النادي الإفريقي فلا يعني ذلك أن مواطنيه كلهم سينجحون مثله وبالتالي فإن الواجب يفرض عدم الاستعانة بهؤلاء". زميله أمان اللّه عمران، سار في نفس الاتجاه، حيث أكد بأنه بشكل أوبآخر تبقى ظاهرة جلب المدربين الجزائريين سلبية باعتبار أن الأيام وحدها كشفت ذلك وأكدت أنه لم يبق منهم إلا القليل نتيجة لإخفاقهم الذريع. ولم يختلف رأي السيد كريم الأخنش، عن أراء سابقيه، حيث قال منتقدا: "اللجوء إلى الأجانب سواء كانوا أشقاء أوأصدقاء من المفروض أن يكون لتقديم الإضافة. وفي غياب ذلك أعتقد أن أغلب الجزائريين الوافدين علينا هم نكرات وقد لا يكلفون أنديتنا كثيرا ماديا وبالتالي فإن الظاهرة سلبية وغير ناجعة بالمرة". أما بالنسبة للمدرب رمزي المدلّل، فان بن شيخة نفسه ماذا فعل عندما كان في جرجيس قبل أن يحلّ بالنادي الإفريقي، حيث وجد فريقا جاهزا وجمهورا من ذهب. وجاء الاستثناء من أشرف رتيمة، الذي ثمن العمل الذي يقوم به المدربون الجزائريون، وأضاف قائلا: "لا شكّ فيه أن انتداب الأشقاء الجزائريين أفضل بكثير من الاعتماد على غيرهم، وبالتالي فإنه وبعد التونسيين يكون الجزائريون أفضل من الأوروبيين خاصة أنهم جديون ولهم خبرتهم وتجربتهم ونجاعتهم.. ويبقى بن شيخة خير مثال لذلك".