شرع الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس في جولة عربية بدأها أمس بالعاصمة اليمنية في محاولة لإصلاح ذات البين العربي الذي بلغ شرخه حد القطيعة على خلفية تباين المواقف بخصوص التعاطي مع تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وينتظر أن يتوجه عمرو موسى بعد محطة العاصمة اليمنية إلى الأردن ثم إلى الدوحة القطرية في محاولة لتحسس مواقف هذه العواصم سواء من حيث العلاقات العربية أو من حيث كيفية التعامل مع الموقف الفلسطيني ومسألة إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة. وقالت مصادر الجامعة العربية أن موسى سيركز خلال جولته على معرفة رد هذه العواصم من الدعوة التي سبق للعاهل السعودي الملك عبد الله أن وجهها إلى مختلف الدول العربية من أجل تجاوز خلافاتها وبناء أجواء من الثقة بعيدا عن أجواء المشاحنات والاتهامات العلنية والخفية التي ميزت هذه العلاقات طيلة أيام المحرقة الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة. وفضح العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حقيقة الهوة القائمة بين العواصم العربية في كيفية التعامل مع المقاومة الفلسطينية بين مؤيد ومعارض لها وتجلى ذلك بشكل واضح من خلال القمم المتلاحقة التي عقدت في عز العدوان في قطر ثم الرياض ثم الكويت والتي بدلا من راب الصدع عملت على تأجيج الخلافات من جديد وافترق العرب دون أن يتمكنوا حتى حول الآلية التي يتم بواسطتها إعادة اعمار قطاع غزة. وقد تكرس هذا الانشقاق الأسبوع الماضي عندما عقد وزراء خارجية ما يسمى بدول الاعتدال لقاء تشاوريا استثنيت من حضوره كل الدول التي شاركت في قمة الدوحة، ولم تعرف إلى حد الآن حقيقة الأسباب التي جعلت منظمي لقاء العاصمة الإماراتية يعقدون اجتماعهم دون دعوة الدول العربية الأخرى رغم أن موضوع الاجتماع كان تنسيق المواقف العربية وإصلاح ذات البين العربي. وكان الوزير الأول ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم دعا خلال جولة قادته إلى تركيا وعدة عواصم أوروبية إلى ضرورة تنقية الأجواء العربية والتي أكد أنها أثرت سلبا على المصالحة بين الفلسطينيين في إشارة واضحة إلى الخلافات الحادة التي ميزت العلاقات بين حركتي فتح وحماس وانعكاساتها السلبية على عملية إعادة اعمار قطاع غزة. ويبدو أن تحرك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يأتي في ظل هذه الأجواء المشحونة وأيضا تحضيرا للقمة العربية العادية المنتظر أن تعقد بالعاصمة القطرية شهر مارس القادم. كما ان تحرك الأمين العام العربي فرضته مخاوف عربية متزايدة من احتمالات مقاطعة هذه القمة من دول عربية ممن تعكرت أجواء علاقاتها مع قطر على خلفية موقف الدوحة الأخير وأيضا بسبب قناة الجزيرة القطرية التي ألقت باللوم على عدة عواصم عربية على صمتها غير المبرر إزاء المذبحة الإسرائيلية ضد أطفال ونساء قطاع غزة. وتعالت أصوات في عدة عواصم عربية وخلال المظاهرات الشعبية في مختلف الدول العربية خلال العدوان الإسرائيلي مطالبة بقبر الجامعة العربية بمبرر أنها لم تستطع القيام بأي دور لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة.