* email * facebook * twitter * linkedin أطلق السينماتيك مؤخرا مسابقة "أحسن ملصقة سينما"، تهدف إلى ترقية الثقافة السينماتوغرافية، وتثمين الملصقة كواحدة من أهم عناصر الصناعة السينمائية. وسيتم تخصيص معرض جماعي لأهم الأعمال المتوجة. والمبادرة من توقيع المركز الجزائري للسينما ممثلا في السينماتيك. والمسابقة مفتوحة من 12 إلى 30 أفريل الجاري، وموجهة لجميع المبدعين؛ من فنانين ورسامين وخطاطين ومصممين جزائريين. أما عن مضمون المسابقة فيتعلق بكون "الملصقة ركيزة أولى للترويج ولترقية الفيلم"، وبالتالي يُشترط أن تكون هذه الملصقة إبداعا خالصا من أجل تقديم وترجمة مضمون الفيلم؛ سواء كان جزائريا أو أجنبيا. كما تستقبل المسابقة الملصقات، التي هي عبارة عن إعادة إنتاج ملصقة أخرى لفيلم جزائري أو عالمي شهير، أو لملصقة قديمة لهذه الأفلام. ولم تحدد المسابقة صنفا سينمائيا معينا؛ بمعنى أن كل الأصناف مقبولة، منها أفلام الحركة والأفلام العاطفية والتاريخية والكوميدية، وأفلام الرعب والخيال العلمي. وتتكون لجنة التحكيم من خمسة محترفين في فن السينما، وهم المخرج والمصمم والممثل والمصور، وسيتم الإعلان عن أسمائهم لاحقا. ويتم الاختيار على أساس النوعية الفنية والإبداع في العمل، بما فيها الملصقات المرسومة باليد. وسيدخل مرحلة التصفيات أحسن 30 عملا مشاركا ابتداء من 30 أفريل، ثم تعلن اللجنة بعد 10 أيام، عن المتوجين بالجائزة. ويُشترط على جميع المشاركين إرسال أعمالهم في طبعة رقمية، إلى السينماتيك على عنوانه الإلكتروني، علما أن 15 ملصقة متوجة سيخصص لها معرض جماعي بفضاء متحف السينماتيك بشارع "العربي بن مهيدي" بالعاصمة على امتداد ثلاثة أشهر، وسيتم عرضها أيضا عبر 12 قاعة سينمائية تابعة للسينماتيك في فترة تحدد وفق ظروف الحالة المفروضة بسبب وباء كورونا. ويتم الإعلان عن النتائج النهائية على الموقع الإلكتروني للسينماتيك، الذي يؤكد على ضرورة الاحتفاظ بهوية الأعمال المشاركة، وبنسخها الأصلية من طرف أصحابها. والجوائز الثلاث الأولى في الجائزة الأولى لأحسن ملصقة، والجائزة الثانية لأحسن ملصقة لفيلم جزائري، والثالثة لأحسن ملصقة لفيلم أجنبي. للإشارة، فإن الملصقة تعمل على لفت نظر الجمهور، ودفعه إلى الاهتمام بالفيلم ومشاهدته، معتمدة في ذلك على عنوان الفيلم وصور وأسماء النجوم، في تصميم يميل إلى فن التشكيل، مستخدما الألوان، وأحيانا الرسوم الإيحائية التي تخاطب عين المتفرج وأحاسيسه، ومن ثم تكون الملصقة السينمائية هي البوابة التي يمر من خلالها المشاهد إلى عالم الأفلام، وتكون إما سببا في نجاح عمل ما، أو عنصرا رئيسا في إخفاق آخر. ويرى النقاد وصنّاع السينما أن الملصقة السينمائية الناجحة هي أهم وسائل الدعاية للأفلام وأقربها إلى الجمهور قبل دخول الفيلم ومشاهدته. وتعطي الفكرة العامة عن العمل والمعلومات الأخرى، كأسماء الممثلين والمخرج والمنتج وجنسية الفيلم وتاريخ إنتاجه، أو هي، بعبارة أخرى، إغواء للمشاهد، من خلال لمسة جمالية، تحاول جذبه في لوحة تشكيلية كاملة، تعكس مضمون الفيلم وتصنيفه. وتُعد الملصقة السينمائية رمزاً للفيلم، وعنوانا دلاليا يؤشر إلى طبيعته وموضوعه. وتتحول تلقائيا إلى العلامة للتعريف بالعمل السينمائي، الذي هو الفيلم المعروض، حيث تتصدر واجهات قاعات العرض السينمائي، وكذلك أشرطة الفيديو والأقراص المدمجة (السي دي والدي في دي). والملصقة هي أيضا إعلان عن بضاعة؛ لكون السينما صناعة وتجارة إلى جانب كونها فنا. ويُفترض بالملصقة السينمائية أن تكون "ماركة" مميزة، تلخص دلالات الفيلم، وتصنف محتواه، وتعرّف بأبرز نجومه. والشركات الكبرى تستخدم مصممين وفنانين في صناعة الملصقات، يبتكرونها وفقا لرؤية المخرج وطاقم صنّاع الفيلم. كما أن الملصقة الدعائية للفيلم هي ما يحدد الانطباع الأول عنه، ويجعله يخلَّد في ذاكرة المشاهدين. وهناك عشرات الملصقات لعمالقة السينما في الجزائر والعالم التي تلقى الرواج إلى اليوم، علما أن بعض المعارض أقيمت في الجزائر خلّدت تلك "الأفيشات" لروائع السينما الجزائرية، منها "معركة الجزائر" و"وقائع سنين الجمر" و"عطلة المفتش الطاهر" وغيرها، ولقيت رواجا واهتماما نتيجة قيمتها الفنية الناجحة. وفي العقود الأخيرة حلت الصور الفوتوغرافية محل الأعمال الفنية اليدوية، ثم سيطرت التقنيات الحديثة في الرسم والتصوير بالكمبيوتر، وباتت هي الأساس في صناعة الملصق الدعائي للفيلم.