عقدت، صباح أمس، بقاعة السنيماتيك الجزائرية، ندوة صحفية خصت المعرض القادم الحامل لعنوان ”أسطورة نشأة السنيماتيك الجزائرية”، والذي يأتي بمناسبة مرور 50 سنة على تأسيس السنيماتيك الجزائرية، وهذا في الفترة الممتدة ما بين 9 ماي و9 جويلية القادم. تم التطرق، خلال المؤتمر الصحفي الذي نظم من طرف المركز الجزائري للسينما والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، ونشطه كل من لياس سميان مدير السنيماتيك الجزائرية رفقة أحمد بجاوي المخرج والأستاذ في السمعي البصري بجامعة الجزائر، إلى برنامج هذا الحدث الهام والأبرز في السينما منذ عقود بالجزائر، والذي يتمثل في معرض سيروي بدايات السينما بالجزائر خاصة سنوات ستينيات القرن الماضي وملخص للأنشطة الرئيسية التي احتضنتها السنيماتيك بين فترة 1965 و1969 سيحتضنه المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر ”ماما”، وأيضا دورات عروض لأفلام إلى غاية العاشر من جويلية القادم بقاعة السنيماتاك الجزائرية. وكانت البداية مع أحمد بجاوي الذي شهد انخراطه بسنيماتيك الجزائر سنة 1966 وكان من بين الأوائل الذين رافقوا هذه التجربة التي احتضنها فضاء يعتبر عريقا وكبيرا في مجال السينما بالجزائر، بحيث تطرق إلى أولى العروض التي شهدها فضاء السنيماتيك الجزائرية، والذي كان بأفلام للثورة الجزائرية في جانفي 65، كما ذكر ذات المتحدث بالفضاء الذي يعد متحفا يضم أرشيف السينما التي نالت شهرة عالمية وأصبحت، في غضون سنوات، ثاني سينما في العالم بعد سينماتيك فرنسا، ولإحياء هذه الأيام الجميلة، سيتم إحياء معرض هدفه تذكير الناس وعشاق السينما خاصة بتلك الفترة، كما سيتسنى للمتتبعين والزوار لدى خروجهم من المعرض، مشاهدة أفلام نالت شهرة كبيرة. وتحدث بجاوي عن التحضير لهذا المعرض وأيضا عمل البحث عن ملصقات الأفلام واللفات الخاصة بالأفلام، والتي قال عنها أحمد بجاوي ”كانت مبعثرة عند بعض عشاق ومحبي السينما المتمثلين في صحفيين ومخرجين وجمعيات، وهذا في الجزائر والخارج أيضا”، مضيفا أن من بين الملصقات التي تم استرجاعها والتي تعد اليوم من التراث السينماتوغرافي الجزائري ”ملصقات سيتم عرضها لأول مرة”. وعن الهدف من هذا الحدث الثقافي الخاص بالفن السابع، قال أحمد بجاوي أن المعرض ”سيسرد لشباب اليوم حقبة ومرحلة ما بعد الاستقلال، وكيف كانت السينما الجزائرية جد مزدهرة، وهذا عبر عروض سينمائية لأفلام سنوات الستينيات وكذا معرض لبدايات السينما الجزائرية، وايضا فكرة نشأتها التي تولدت سنة 1958”. من جهته، قال لياس سميان، الذي يشغل منصب مدير للسينماتيك، أن الحدث سيُعرف ويكشف الغبار عن كل الممثلين والمخرجين والأشخاص الذين جعلوا من السينما الجزائرية لها صدى بالخارج، وأيضا السينمائيين الذين كانوا ينشطون الدورات السينمائية سنوات الستينيات، كما اعتبر لياس سميان هذا المعرض بمثابة ”مناسبة لانطلاقة جديدة للسينما الجزائرية”، وهذا من خلال عرض مادة سمعية بصرية لم يتم عرضها من قبل، وكذا صور التقطها مخرجون عالميون لدى زياراتهم للجزائر، على غرار نيكولا ري ويوسف شاهين. وأضاف مدير السينماتيك أن المناسبة الفنية ستمكن السينماتيك من ”إعادة تهيئة نفسها وتنظيم أسسها”، إلى جانب ”ترميم وإصلاح لفات الأفلام والصور والمحافظة على التراث السينماتوغرافي الجزائري”. وللإشارة، سيتم تكريم بالإضافة إلى المعرض ككل الذي يعد تكريما في حد ذاته، كلا من سيد علي كويرات وعمار العسكري، وأيضا عرض بعض الأفلام التي لم يكتشفها الجزائريون من قبل على غرار فيلم ”صوت الشعب” الذي أخرجته الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كما سيتم إصدار مؤلف من 185 صفحة سيتضمن كل الأسماء التي شاركت في عرض أفلام السينماتيك والصور التي تصدرت أولى صفحات المجلات العالمية الخاصة بالسينما، وكل ما يخص السينما الجزائرية، سيتم توزيعه يوم 9 ماي تاريخ افتتاح المعرض. ونذكر أن الحدث سيشهد مشاركة كوستا غافراس مخرج فيلم ”z” الذي سيتم عرضه في مهرجان كان القادم في فئة الأفلام الكلاسيكية، إضافة إلى جون ميشال أرنوك الذي كان له الفضل في قدوم مخرجين وممثلين كبار إلى الجزائر في ستينيات القرن الماضي.