* email * facebook * twitter * linkedin تنتعش خلال هذه الأيام التجارة الإلكترونية في ظل جائحة كورونا التي منعت العديدين من العمل، وآخرين من الخروج من البيت بسبب الحجر الصحي، حيث تنامت مبيعات المنصات الإلكترونية بنسبة كبيرة، ووجد فيها العديد من المتسوقين بديلا لتبضعهم التقليدي؛ تقيدا بتعليمات الحجر الصحي في ظل إعادة إغلاق أغلب المحلات خصوصا مع اقتراب عيد الفطر، وبحث الكثيرين عن ملابس لهذه المناسبة رغم عدم إمكانية ترك المنزل. ساهم إغلاق المحلات التجارية الخاصة بالتجارة "غير الأساسية" بالدرجة الأولى كمحلات المواد الغذائية، ساهم بشكل كبير في انتعاش التجارة الإلكترونية التي تعرف نموا بطيئا جدا في الجزائر، ولازال يعتمد عليها بشكل أساس القليلون فقط، لكن يبدو أن هذه الأزمة الصحية والوضعية الاستثنائية التي تعيشها الدولة على غرار باقي بلدان العالم، ردت الاعتبار للتجارة الإلكترونية بالنسبة للبعض، وكانت عند البعض الآخر التجارة عبر المنصات ومن خلال تطبيقات الهواتف الذكية، بديلا للتجارة التقليدية، التي تستدعي النزول إلى سوق مفتوحة واختيار سلعة بمقارنتها بين عدد من المحلات من حيث النوعية وكذا الأسعار. وظهرت في السنوات القليلة الأخيرة في الجزائر إحدى تلك التطبيقات بعد موقع واد كنيس، الذي أعطى مفهوما لتلك التجارة في الجزائر، التحقت بها تطبيقات أخرى خاصة بالتجارة الإلكترونية، التي توفر مجموعة واسعة من المنتجات، وتشهد الآن حالة من الطلب المرتفع من قبل الجمهور، حيث توفر المنصة والتطبيق للمتسوقين إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من العروض الاستثنائية والحصرية والمخصصة للشراء عبر الأنترنت. كما تقدم المنصة خدماتها ومحتواها للجمهور باللغتين العربية والفرنسية، وتسمح للفرد باقتناء بعض الحاجيات من محلات متعاقدة معها، لكن تبقى غير موسعة وغير متطورة بالقدر الذي تسمح به للفرد بالتعامل إلكترونيا، وضمان الرضا التام سواء بالنسبة لتعدد الخيارات أو الجودة أو السعر. وفي مقابل ذلك، ظهرت العديد من الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بعملية البيع والشراء، فُتحت بعضها خصيصا لمجابهة هذه الوضعية ومنح المواطنين فرصة شراء أو بيع ما هم في حاجة إليه. ولقيت تلك الصفحات العديد من الإعجاب من طرف المواطنين، الذين اعتادوا أكثر على هذا النوع من التجارة الإلكترونية للقاء مع صاحب السلعة في مكان ووقت يتم الاتفاق عليه مسبقا لعملية التسليم. وفي هذا الخصوص، كان ل "المساء" حديث مع مجموعة من المواطنين، الذين أبدوا ميولهم إلى تلك الصفحات خلال هذه الأيام كبديل للتسوق التقليدي، لاسيما أن أغلب تلك الصفحات، في الأخير هي لمجرد أشخاص معنويين، يضمنون عملية التسليم مقابل فارق محدد للزبون عن سعر السلعة. واعتمد كثيرون ممن حدثناهم، تلك السياسة لاقتناء ملابس العيد لاسيما للبعض، الذين لم يكونوا على علم بأن المحلات الخاصة سوف تعيد سدل ستارها بعد قرار إعادة الإغلاق للحماية، بسبب التهافت الكبير للمواطنين عليها، والذي لم ينذر بالخير في كبح الجائحة.