قدم الدكتور أحمد منور نهاية الأسبوع الماضي بمقر الجمعية الثقافية الجاحظية قراءة في نص رواية الكاتب الجزائري المقيم بفرنسا "ياسمينة خضرة" (صفارات بغداد) التي ترجمت الى اللغة العربية من اللغة الفرنسية من طرف دار »سيديا«. وقد تطرق الدكتور احمد منور لإشكالية ترجمة عنوان الرواية الذي يحمل حسبه معنيان »جنيات بغداد« أو »صفارات بغداد« ليرسو المترجم على اسم »أشباح بغداد« وتضاف هذه الرواية حسب المتحدث الى ثلاثية الحوار بين الشرق والغرب للكاتب محمد مولسهول المعروف بياسمينة خضراء، وتجري أحداثها في ثلاثة أماكن هي »كفر كرم« وهي قرية عراقية ينتمي إليها معظم أبطال الرواية، ثم بغداد، وبعدها بيروت، حيث تتعرض القرية الى اعتداءات أمريكية تجعل من أهلها يكرهون أمريكا، ليلتحق أغلب رجالها بالمقاومة، من بينهم بطل الرواية الذي فر بعد ذلك الى بغداد بعد أن اكتشف أن الشعب العراقي هو الضحية الأولى لعمليات المقاومة التي انحرفت الى تصفية حسابات، فتسرب اليأس الى داخله خاصة بعد أن فقد صديقه غدرا مما دفعه للبحث عن الانتقام. فوعده سعيد رئيس المجموعة بمنحه شرف القيام بعملية انتحارية ببريطانيا، فسافر لهذا الغرض الى بيروت التي تعرض بها لعمليات فحص وتحاليل طبية وحقن بفيروس يمكنه قتل الملايين من البشر، وبعد أن هيأت له المجموعة التي جندته كل أسباب السفر وقادته الى المطار، غير رأيه في آخر لحظة ولم يسافر، وخرج من المطار ووجد الجماعة في انتظاره. يرى الدكتور منور أن الكاتب بعمله هذا أراد محاورة العرب عبر عدة حوارات كما هو الحال بين الدكتور جلال ومحمد (س)، ومن جهة أخرى أشار ضيف الجاحظية إلى أن ياسمينة خضراء أفرغ المقاومة العراقية من محتواها وحولها الى مجرد عصبية قبلية، وأضاف منور أن المدينة في ثلاثية ياسمينة خضراء جاءت باهتة ميتة، لأنه لا يعرفها ولم يعش بها ولم يعاشر أهلها وحتى أسماء الشخوص التي اختارها - يضيف المتحدث - كأنها جزائرية. بعدها طرح الدكتور سؤالا مفاده هل يمكن القول إن الروائي حينما كتب عن كابول وبغداد وبيروت فتح بابا له في الإبداع الادبي، ليجيب بقوله: »في الواقع أرى أن الكاتب يدور في حلقة الإرهاب والجماعات المسلحة التي تتخذ الاسلام ستارا لها، وكل ما فعله الكاتب أنه وسع الحلقة لتخرج من الحدود الجزائرية إلى الرقعة العربية والإسلامية، وهو بذلك كمن يكتب رواية واحدة ويكررها«.