شكلت سنة 2007 بالنسبة لولاية سطيف، حدثا متميزا في مجال الإنجازات الهامة واستلام العديد من المشاريع، لاسيما في قطاع الصحة الذي يعد من أولويات المسؤولين لثاني ولاية بعد الجزائر العاصمة، من حيث التعداد السكاني بأزيد من 1.5 مليون نسمة، موزعين عبر 60 بلدية مكونة لخريطة الولاية··· يعد قطاع الصحة بولاية سطيف، من الملفات الكبيرة التي حظيت باهتمام بالغ لدى المسؤولين، وأخذت حصة الأسد في مختلف البرامج التي استفادت منها الولاية خلال السنتين الأخيرتين للنهوض بهذا القطاع الحساس··· وبالرغم من أن سنة 2006، شهدت الإعلان عن إنشاء قطب طبي على مستوى منطقة الباز بمحاذاة القطب الجامعي الثاني، يشمل إلى جانب مركز استشفائي مختص في أمراض المسنين ومركز جهوي لمكافحة داء السرطان، مستشفى مختصا في أمراض العيون تتفاوت نسبة تقدم الأشغال من هيكل لآخر، إلا أن تسجيل مشاريع أخرى وهياكل صحية إضافية، يبقى أكثر من ضرورة للنهوض بالقطاع الصحي، كبرمجة مستشفى جامعي ثان للرفع من مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطن، وتخفيف العبء الكبير الذي يشهده المستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور، الذي بات غير قادر على تغطية متطلبات المواطنين الذين يقصدونه من مختلف المناطق حتى من خارج إقليم الولاية··· وقد عرفت سنة 2007 تسليم بعض الهياكل على غرار مستشفى عين أزال، الذي يعد تحفة من جميع النواحي، وضع حجر أساسه رئيس الجمهورية خلال زيارته ما قبل الأخيرة إلى ولاية سطيف، وأشرف على تدشينه شهر جوان الماضي، يتسع في مرحلة أولى إلى 120 سرير بتكلفة مالية تزيد عن 700 مليون دينار، وهو مجهز بأحدث الوسائل الطبية·· هذا الصرح الصحي من شأنه تقديم خدمات لسكان عين أزال وتغطية الخدمات الصحية لأكبر نسبة من سكان المنطقة الجنوبية للولاية، الذين كانوا يجبرون على نقل مرضاهم إلى المستشفى الجامعي بسطيف والمركز الاستشفائي لمدينة عين ولمان··· كما شهدت السنة الجارية زيارة وزير الصحة عمار تو إلى الولاية، وإعطائه إشارة انطلاق مستشفى بني ورثيلان على بعد حوالي 80 كلم شمال عاصمة الولاية بمنطقة القبائل الصغرى الذي من شأنه ضمان التغطية الصحية لأزيد من 70 ألف نسمة بعد أن تم تحويل قاعة العلاج إلى مستشفى يتسع إلى 60 سريرا، وهي العملية التي تم اعتبارها أول نموذج على المستوى الوطني·· وكان السيد الوزير قد أعلن عن تعميمها ابتداء من عام 2008 عبر التراب الوطني، باعتبارها عملية غير مكلفة وسريعة الإنجاز تسمح للبلديات والقرى النائية بالاستفادة من الخدمات الصحية في أحسن الظروف، وهو ما كان بالنسبة لسكان بني ورثيلان، الذين كانوا يعانون من تكاليف وصعوبة التنقل إلى مدينة بوقاعة أو باتجاه عاصمة الولاية سطيف لتلقي العلاج··· تجربة تحويل قاعات العلاج بالمناطق النائية إلى مستشفيات، لقيت نجاحا كبيرا، بدليل إقدام والي الولاية السيد نور الدين بدوي، على اتخاذ جملة من القرارات، أهمها نقل تجربة مستشفى بني ورثيلان أقصى شمال الولاية إلى منطقة بني عزيز، بتحويل العيادة الموجودة هناك إلى مستشفى يتسع ل 60 سريرا، يسمح لسكان المناطق لمجاورة بالاستفادة من خدماته مع حلول عام 2009 كأقصى تقدير··· من جهة أخرى، تدعمت مستشفيات بوقاعة، عين الكبيرة وعين ولمان، بأجهزة سكانير ينتظر أن تصل إلى هذه المستشفيات خلال شهر جانفي القادم، حسب ما أفاد به مصدر من مديرية الصحة بالولاية، بعد أن تم خلال الأيام القليلة الماضية، الإعلان عن الشركة الفائزة بالصفقة بمبلغ يتجاوز المليار سنتيم··· ومع هذا، فإن الكثير من العمل ما يزال ينتظر قطاع الصحة بسطيف، الذي يعاني في شتى المجالات، خاصة ما يتعلق منها بالنقص في العتاد والأطباء الأخصائيين، حيث يجبر غالبية المواطنين على نقل مرضاهم إلى العيادات الخاصة، وما يترتب عنها من تكاليف باهظة تفرضها هذه العيادات دون تقديم الخدمة على أكمل وجه·