"المكفوفون ونحن"... ذلك هو الشعار الذي اختارته رئيسة جمعية نادي الأسد »قصبة الجزائر« للحملة التي ستنطلق نهاية شهر أفريل، والتي تظهر السلوكات الواجب اتباعها مع المكفوفين، وذلك من خلال الملصقات والأشرطة القصيرة التي ستبث على التلفزيون الجزائري والتلفزيونات العربية أيضا، والهادفة الى تصحيح سلوكنا تجاه تلك الفئة. وكانت السيدة نيكول العلمي رئيسة النادي الجزائري قد تحدثت في مداخلة لها بقاعة فرانس فانون برياض الفتح مؤخرا عن جهلنا طريقة التصرف مع مكفوف، كما قد ينتج عن رغبتنا في مساعدته مواقف وتصرفات محرجة لنا وله، وهو الأمر الذي دفع بنادي القصبة الجزائري إلى تقديم السلوكيات الواجب ممارستها والتي حملتها الملصقات والومضات الإشهارية، حيث تظهر الصورة الأولى التصرف الخاطئ والذي وضعت بجانبه علامة (X) باللون الأحمر أما السلوك الصحيح فتم وضع إشارة "جيد" باللون الأخضر، وقد حملت الملصقات 5 صور لحالات مختلفة وهي كالتالي: مكفوف فوق الرصيف وشخص آخر يدفعه بقوة من خلف لقطع الطريق، في حين تظهر الصورة الصحيحة وجوب إمساكه من اليد وأخذه برفق، أما الصورة الثانية فهي تعكس معاناة المكفوف في الصعود الى الحافلة والثالثة تتحدث عن كيفية الجلوس على طاولة في المطعم والرابعة عن المعاملة الصحيحة للطبيب مع المكفوف، أما الصورة الخامسة فتعكس احترم المواعيد وأهميته عند المكفوف كونه لا يستطيع تصفح الجريدة أو مشاهدة الواجهات والمارة. وقد أكدت السيدة نيكول ل "المساء" أن هذه الملصقات ستوزع في الأماكن العمومية وفي العيادات الطبية للاستفادة منها، كما سيشاهد المواطن السيناريوهات الخاصة بالسلوكيات الخاطئة والصحيحة على شكل ومضات إشهارية بالتلفزيون، وهي من تمثيل الثنائي المميز كمال بوعكاز وصالح أو?روت. وواصلت محدثتنا قائلة: "تعتبر الجمعية الدولية لأندية (ليانس) جمعية ذات طابع إنساني تطوعي، وتهتم بالطفولة المهمشة، مرضى السكري وأمراض العين. لديها 240 ناديا ويوجد بالجزائر 25 ناديا ويهتم نادي (قصبة الجزائر) بالطفولة، والانحراف، والأمراض والمكفوفين، فالمكفوف شخص محروم وحزين، وغالبا ما يسمع كلمات الشفقة على غرار »مسكين«، لكن ما يجب أن ينتبه إليه الجميع هو أن المكفوف محروم من نعمة البصر فقط، وهو حساس ويجب التصرف معه كأي شخص عاد. وأضافت محدثتنا قائلة »نحن نسعى لمساعدة هذه الفئة، وقد قدمت الجمعية 13 جهاز حاسوب ببرنامج براي، وطابعة براي أيضا بقيمة مليار سنتيم، كما نقدم للتلاميذ الذين يتعدون عتبة السنة التاسعة مسجلات خصوصا أنه لا توجد ثانويات خاصة بالمكفوفين. وأكد لنا المخرج مليك رحني أنه بصدد التحضير للسيناريوهات الثلاثة المتبقية، على أن تكون جاهزة قبل نهاية شهر أفريل، وحول اختياره للفكاهيين صالح أوقروت وكمال بوعكاز قال محدثنا »هما شخصيتان محبوبتان لدى الجمهور«، وأضاف فضلت أن تظهر السلوكيات الصحيحة كما يمثلها هذان الشخصان بصورة دقيقة جدا، وكانت الكاميرا تركز على المواقف السلبية وتفضحها، وتؤطر أيضا التصرف الصحيح لتظهره« وحول الطريقة التي اتبعها لتحضير السيناريوهات قال محدثنا »اتصلت بي السيدة نيكول وطرحت علي الفكرة التي أعجبتني كونها إنسانية لأبعد الحدود، وقد عقدت جلسات عمل مع أشخاص مكفوفين واستمعت لانشغالاتهم، وطرحت عليهم أسئلة، وعندها قمت بتركيب الصور التي نقلتها بدوري للكوميديين مع إضافة الملاحظات، وقد حضرت سيناريو »دخول المكفوف للمطعم« ومدته دقيقة ونصف وسيناريو المكفوف عند الطبيب، وأنا بصدد التحضير لسيناريوهات أخرى على غرار »المكفوف في الحافلة«، و»المكفوف يقطع الطريق«، وأشار محدثنا إلى اعتماده على التأكيد على الحركة الواجب استعمالها لتقديم يد المساعدة. كما أصدرت الجمعية دليلا لهذه السلوكات يتضمن صورا كاريكاتورية للرسام »هشام«.