كشفت دراسة علمية حول تأثير الصيام على ممارسة رياضة كرة القدم قام بها أطباء مختصون من مركز البحوث الطبية التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم "أف.مارك" أن الإمساك عن الشرب والأكل خلال شهر رمضان لا يؤثر على مردود اللاعبين بل بالعكس فقد أثبتت الدراسة أن الصوم يساهم في تحسين الأداء. وأوضح البروفيسور جيري دفوراك مدير مركز البحوث الطبية التابع ل"الفيفا" وهو من تشيكيا خلال الندوة الصحفية التي نشطها بفندق "هيلتون" رفقة البروفيسور ياسين زرقيني عضو اللجنة الطبية التابعة ل"الفيفا" أن صيام رمضان يساهم في تنشيط اللاعبين بدنيا ولكن بشرط أن يقوم اللاعبون بصيام رمضان وفق ما تمليه الشريعة الإسلامية أي باحترام أوقات السحور والنوم ثماني ساعات على الأقل بصورة غير منقطعة أي من بعد صلاة التراويح إلى وقت السحور بالإضافة إلى الالتزام بنظام غدائي كامل. وأجريت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في شهر ديسمبر الفارط بمجلة "جورنال سبور أوف ساينس" التي خصصت كامل عددها لها بمركز تدريب بمدينة برج السدرية بتونس على 64 لاعبا يمثلون أربعة فرق تونسية من المستوى الثاني من فئة الأواسط "أقل من 18 عاما" كانوا يصومون بصورة منتظمة في شهر رمضان من عام 2006 وعلى 36 لاعبا لم يصوموا وكل ذلك تحت إشراف تسعة أطباء من مختلف الجنسيات. من جهته قال الدكتور ياسين زرقيني أن الدراسة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن للصوم فوائد كبيرة على زيادة النشاط البدني لكنها لا تشكل حلا للاعبين المسلمين الناشطين في البطولات الأوروبية والذين يواجهون دائما مشاكل مع أنديتهم في الشهر الكريم لأن المستوى عال جدا والأمر يتطلب إجراء دراسات معمقة في المستقبل القريب. كما تطرق منشطا الندوة للتحاليل الطبية التي يخضع لها حاليا اللاعبون المشاركون في البطولة الإفريقية لكرة القدم لأقل من 17 عاما وهي تجربة رائدة تقام لأول مرة على المستوى العالمي بتمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم وسيتم تعميمها مستقبلا في المنافسات الدولية والمحلية. ويخضع 160 لاعبا خلال هذه العملية إلى تحاليل وفحوصات معمقة للدم، القلب، الهيكل العظمي والمخ هذا الأخير يتم فحصه بأشعة "إي.أر.أم" لاكتشاف حقيقة عمر اللاعب وذلك بعدما حامت شكوك حول حقيقة أعمار اللاعبين المشاركين في المنافسات الموجهة للفئات الصغرى وخاصة في إفريقيا. وأضاف المتحدث أن هذه التجربة سيتم تعميمها مستقبلا في البطولات الوطنية بمستوياتها الثلاث، القسم الأول، الثاني ثم قسم ما بين الجهات بداية من الموسم القادم، وهي خطوة تحسب للمكتب الجديد ل"الفاف" واللجنة الطبية، التي تولي اهتماما كبيرا للجانب الصحي للاعبين، و هي المبادرة التي جاءت بعد إعادة بعثها لبرنامج خاص بمكافحة المنشطات الذي انطلق الأسبوع الفارط.