تقدّم المترشح الحر محمد السعيد ببرنامج وصفه بالطموح، الواقعي، القابل للتنفيذ، في سبيل النهوض بالمجتمع وفق خطّة متكاملة شاملة في كلّ الميادين تكون قاعدة للحوار مع الأحزاب والمجتمع المدني وأرباب العمل والنقابات. وتركزت أهم محاور البرنامج حول عشر نقاط، أرجأ عملية الشرح إلى الأيام المقبلة المصادفة لنشاط حملته، ويتعلق الأمر بترسيخ الوحدة الوطنية، عن طريق تعميق مسار المصالحة الوطنية لتعزيز الأمن والسلم الاجتماعيين، بمصالحة وإقامة علاقات ترتكز على محو آثار المأساة الوطنية في كل جوانبها، واحترام الرأي العام وتحسين أداء المرافق العمومية، وتأكيد الحق في المواطنة. ويسعى محمد السعيد من خلال برنامجه الى تطبيق العدالة الاجتماعية والتخفيف من أعباء التحول إلى اقتصاد السوق بإنصاف سائر الفئات الاجتماعية، وتمكين المرأة من دور سياسي فاعل في الوظائف العليا للدولة والهيئات المنتخبة، في إطار يراعي متطلّبات العصر، ويحترم قيم الإسلام، ويحفظ تماسك الأسرة وحماية الطفولة. وأكد المرشح أن برنامجه يهدف الى إنعاش الحياة السياسية في الواقع يكون أساسا باحترام حرية تأسيس الأحزاب والجمعيات والنقابات ووسائل الاتصال وعدم التدخّل في شؤونها وفتح الساحة السياسية ووسائل الإعلام العمومية للرأي الآخر، إذ لا ديمقراطية بدون معارضة مستقلّة، ولا ديمقراطية بتجاهل حق الأقلية في إبداء الرأي بالإضافة الى إعادة الاعتبار لهيبة الدولة بإسناد المسؤوليات إلى أصحاب الكفاءات، ووضع آليات فعالة لمحاربة الرشوة، والكسب غير المشروع وتبييض الأموال. ويعرج البرنامج على إدماج الشّبيبة في مهام البناء الوطني، بإشراكه في عملية اتّخاذ القرارات ذات الصلة بالاختيارات الكبرى للبلاد، ووضع برنامج مرحلي لإخراجه من اليأس والإحباط إلى الأمل والعمل. ويتضمن برنامج محمد السعيد ايضا إعطاء اهتمام خاص لقطاع الثقافة، في ظل اكتساح العولمة، والتي باتت تهدّد الثقافات الوطنية بالاضمحلال إذا لم يتم تحصينها بمزيد من الحفاظ على مقوّماتها وترقيتها في جميع جوانبها ومجالاتها، وتعزيز الروح الوطنية والإسهام في إنماء التراث البشري. وشدد صاحب البرنامج على السياسة الدفاعية للجزائر، على مستوى الدور الإقليمي الذي يفرضه عليها موقعها الجيواستراتيجي، مما يفرض متابعة جهود الرفع الدائم من قدرات المؤسسة العسكرية بتعميق احترافيتها، والتوسع في تحديث هياكلها وآلياتها الدفاعية، وتطوير البحوث في الصناعات العسكرية للحد من التبعية في مجال التسلح. وأخيرا، انتهاج سياسة خارجية نشطة، ويكون ذلك بنصرة قضايا الحق والعدل في العالم والدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال، بدءا بحق الشعب الفلسطيني، والشعب الصحراوي. بطاقة تعريف محمد السعيد.. مشوار في الدبلوماسية ومهنة المتاعب
محمد السعيد واسمه الحقيقي محند أو سعيد بلعيد من مواليد 20 جانفي 1947 بقرية بوعدنان في جبال جرجرة بولاية تيزي وزو، أب لثلاث بنات. تخرج من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بشهادة العلوم السياسية، دفعة1971، عمل في الصحافة في بداياته كمراسل جهوي لجريدة "النصر" في الفترة ما بين 1965 -1967 . اشتغل بالتلفزة الوطنية، ثم ترأس تحرير مجلة الشباب خلال (1968 -1974 ) اللسان المركزي لشبيبة جبهة التحرير الوطني. أصبح مديرا عاما للمركز الجزائري للإعلام والثقافة في بيروت (1974 -1976)، ثم مديرا عاما ليومية "الشعب" (1976 -1980)، فمديرا عاما لكالة الأنباء الجزائرية (1981 - 1982)، ومدير الصحافة والإعلام والناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية (1982 - 1983). عمل وزير مستشارا بسفارة الجزائر في السعودية وممثل الجزائر لدى منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة (1983 - 1986). بعد ذلك عين سفيرا لدى دولة البحرين (1986 -1989) ثم وزيرا مفوّضا بوزارة الخارجية.