وجهت جبهة البوليزاريو نداء عاجلا وملحا إلى مجلس الامن الدولي طالبته بفرض احترام الشرعية الدولية من خلال تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال عبر استفتاء حر ونزيه وفقا للوائح والمقررات الأممية وبما تقتضيه الشرعية الدولية. ودعت جبهة البوليزاريو في البيان الختامي لاجتماع المكتب الدائم برئاسة الرئيس، إبراهيم غالي، مجلس الأمن الدولي "لاستدراك الوقت وإعادة مسار الحل السلمي إلى سكة العدالة المبنية على احترام الشرعية الدولية القاضية بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال عبر استفتاء حر ونزيه كممر إجباري". وشددت على أن المداولات المزمع القيام بها خلال شهر أكتوبر الجاري على صعيد مجلس الأمن الدولي بخصوص الوضع في الصحراء الغربية "فرصة حقيقية يجب أن لا تضيع لتصحيح الانحراف" الذي انتاب مخطط السلام الأممي الافريقي منذ سنوات و"تصويب اعوجاجه "الذي أجبر الطرف الصحراوي على اتخاذ قرار مراجعة التعامل مع هذا المسار ما دام على هذا المنوال. وطالبت مجلس الأمن برد المغرب إلى "جادة الصواب" بدل السكوت عن تبنيه "سياسة التعنت" والتراجع عن المواقف والاتفاقيات التي التزم بها مع الطرف الصحراوي برعاية منظمة الاممالمتحدة، مضيفة بأن "لا أحد يجادل في أن غياب موقف صارم وواضح من طرف مجلس الأمن الدولي إزاء تصرفات المغرب الخارجة عن القانون هو سبب الجمود الذي يعرفه مسار تسوية القضية الصحراوية". كما طالبته ب"استخدام جميع الوسائل المتاحة له وفقا لميثاق الأممالمتحدة لإجبار دولة الاحتلال على الكف عن أعمالها المزعجة للاستقرار التي تزيد حدة التوتر على الأرض وتعرض استقرار المنطقة بأسرها للخطر". وأعرب المكتب الدائم للجبهة، عن تقديره للمواقف القوية التي عبر عنها عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات وفي مقدمتهم الرئيس الجزائري خلال افتتاح الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تؤكد على الدعم الصريح لكفاح الشعب الصحراوي من اجل استرجاع حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وأشارت في سياق متصل إلى أن هذه المواقف تنسجم بالكامل مع عقيدة الأممالمتحدة وتحقيق مرامي العقد الرابع لإنهاء الاستعمار الذي سيقبل عليه المنتظم الدولي السنة القادمة 2021، كما تستجيب لمطالب إفريقيا بتصفية الاستعمار من القارة نهائيا من خلال إنهاء هذه الحالة المتبقية في الصحراء الغربية. وعاد الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي ليؤكد بأن انهاء الاحتلال المغربي هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة وحتى ينعم الجميع بالتعايش والتعاون على أساس حسن الجوار والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة والقضاء على كافة أسباب التوتر واللا استقرار التي تعج بها المنطقة والمناطق المجاورة لها. وكان ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة، سيدي محمد عمار، دعا مجلس الأمن الدولي إلى تحميل دولة الاحتلال المغربي المسؤولية على "انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية". ولفت في رسالة وجهها إلى الممثل الدائم لروسيا لدى الأممالمتحدة، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية لمجلس الأمن الدولي، عناية رئاسة وأعضاء المجلس إلى "الوضع المقلق في أراضي الصحراء الغربية الواقعة تحت الاحتلال المغربي غير الشرعي.. حيث تكثف سلطات الاحتلال أعمالها القمعية والترهيبية ضد المدنيين الصحراويين"، مشيرا إلى حالة اعضاء هيئة حقوق الإنسان الصحراوية. وأكد ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة أن "الوضعية الموصوفة في الفقرتين 68-69 من تقرير الأمين العام الصادر في 23 سبتمبر 2020، ليست سوى جزء بسيط من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الأمن المغربية في الصحراء الغربية المحتلة بعيدا عن المراقبة الدولية". وأكد في الختام، أن "المغرب ما كان ليستمر في احتلاله غير الشرعي لأجزاء من الصحراء الغربية وانتهاكاته لحقوق الإنسان وبمنأى عن أي عقاب، لولا دعم ورعاية بعض الأطراف التي تتحمل أيضا المسؤولية عن العواقب التي قد تؤدي إليها الأعمال المتهورة لدولة الاحتلال".