أخذت قضية اغتيال أربعة سياح فرنسيين شرق العاصمة الموريتانية نواقشط أول أمس أبعاداً دولية وتحولت إلى قضية دولة في موريتانيا التي تعيش حالة استنفار أمني بحثا عن منفذي الجريمة·ووضعت السلطات الموريتانية مختلف أجهزتها الأمنية في حالة استنفار عام للبحث عن الموريتانيين الثلاثة الذين يشتبه في تنفيذهم للعملية· وأشيع بالعاصمة نواقشوط أن هؤلاء يكونون قد سلكوا مسالك صحراوية با تجاه الحدود السينغالية وتحديدا الى مدينة بوجي التي لجأوا اليها على متن سيارة أجرة·واستند المحققون في تحرياتهم إلى تصريحات أدلى بها سائق السيارة الذي أكد أنه نقل ثلاثة أشخاص من جنسية موريتانية باتجاه المدينة المذكورة داخل الأراضي السينغالية· وتأتي هذه التأكيدات على نقيض تصريحات أجهزة الأمن السينغالية التي أكدت من جهتها أنها لم تحط علما بهذه التطورات وما إذا كان منفذو عملية اغتيال السياح الأربعة فروا فعلا إلى ماوراء الحدود السينغالية·يذكر أن مدينة بوجي السينغالية تقع على بعد حوالي 250 كلم من مدينة ألاك المورتيانية التي شهدت تنفيذ عملية الاغتيال· ومازال الغموض يكتنف دوافع تنفيذ هذه العملية وماإذا كانت عملية ارهابية أو عملا لصوصيا، فيما أكدت الحكومة الموريتانية أن دوافعها من أجل الاستيلاء على مايمتلكه السياح وذهبت مقاربات أخرى الى التأكيد أن العملية ربما كانت لها دوافع إرهابية، ويرجح متتبعون هذه الفرضية الى كون الفاعلين لم يستولوا على سيارة السياح الفرنسيين كما أنهم تركوا سيارة كانوا على متنها في مكان تنفيذ الجريمة· ومازالت السلطات الأمنية الموريتانية تواصل تحرياتتها لمعرفة الملابسات الحقيقية لهذه العملية حيث ألقت القبض على ثلاثة موريتانيين من بينهم امرأة في مدينة علق حيث وقعت الجريمة للاشتباه في ضلوعهم في العملية· وكشفت مصادر دبلوماسية غربية بالعاصمة المورتيانية أن السياح كانوا يقومون برحلة بين فرنسا وبوركينافاوس وكانوا في طريقهم الى دولة مالي قبل أن يتم استهدافهم من طرف المسلحين·وقد طمأن الرئيس المورتياني سيدي ولد الشيخ عبد الله نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في مكالمة هاتفية بأنه سيعمل على متابعة التحريات شخصيا الى غاية إلقاء القبض على منفذي العملية· وتبدي السلطات الموريتانية مخاوف متزايدة من تأثير هذه العملية على الموسم السياحي في البلاد بعد أن ساء الاعتقاد بتنامي الأعمال الإجرامية في هذا البلد الافريقي الأكثر فقراً في العالم·يذكر أن العملية جاءت أياما فقط قبل انطلاق رالي السيارات باريس دكار والذي يعبر الأراضي الموريتانية عبر تسع مراحل كاملة من شمال البلاد الى غاية الحدود السينغالية·