قتل انتحاري موريتاني، مساء أول أمس، إثر تفجير حزامه الناسف قرب سفارة فرنسا في العاصمة الموريتانية نواقشط، لدى مرور فرنسيين اثنين كانا يمارسان رياضة الركض، فأصيبا بجروح طفيفة. ويتعلق الأمر بدركيين يعملان بجهاز أمن السفارة. كما تعرضت سيدة موريتانية لجروح عندما كانت مارة بموقع التفجير. وهذا في أول حادثة من نوعها تسجل بالعاصمة الموريتانية. ونقلت تقارير إعلامية موريتانية، أمس عن مصادر أمنية محلية، تأكيدها أن منفذ العملية شاب من مواليد 1987يدعى أحمدو ولد سيدي ولد فيه البركة، وهو ينتمي إلى طبقة الأرقاء السابقين (الحراطين)، ولم يكن معروفا لدى أجهزة الأمن. وإن لم تتبن أية جهة إلى حد الساعة مسؤوليتها عن العملية، فإن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لاسيما وأن السلطات الموريتانية كانت قد أعلنت في وقت سابق أن مجموعة مختصة في تحضير الأحزمة الناسفة، قد دخلت البلاد من معسكرات للجماعة السلفية، وأن البحث جار عن عناصرها. يذكر أن موريتانيا شهدت، نهاية العام 2007، اغتيال أربعة فرنسيين في ألاك شرق البلاد في عملية قام بها تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ويقبع حاليا ثلاثة شبان موريتانيين تورطوا في العملية بالسجن. وقبل نحو شهر ونصف قتل مواطن أمريكي، بحي القصر وسط العاصمة نواقشط، على يد أفراد كانوا يحاولون أول الأمر اختطافه، ثم اضطروا بعدها لقتله بعد أن قاومهم. لكن العملية الأكثر دموية التي شهدتها موريتانيا تبقى الهجوم على ثكنة المغيطي في العام 2005، الذي خلف مقتل 15جنديا موريتانيا، وتبنت العملية الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وكانت إيذانا ببداية الإرهاب بهذا البلد. من جهة ثانية، فتحت الحكومة الفرنسية تحقيقا حول الهجوم، وعهد المدعي العام الفرنسي المكلف بقضايا الإرهاب إلى الإدارة المركزية للمخابرات الداخلية. ومعروف أن فرنسا تقوم بمباشرة مثل هذه التحقيقات حين يقع مواطنون فرنسيون ضحايا لأعمال إرهابية في الخارج. من جانبه اعتبر كاتب الدولة الفرنسي للتعاون، آلان جويانديه، أن العملية الانتحارية التي استهدفت موظفي أمن بسفارة بلاده في نواكشوط ''تستهدف سياسة الحزم التي ينتهجها ولد عبد العزيز وتؤيدها فرنسا''. وأضاف ''ليس من المؤكد أن فرنسا هي المستهدفة بشكل مباشر'' حسب قوله. تجدر الإشارة إلى أن الهجوم وقع ثلاثة أيام بعد تنصيب الجنرال ولد عبد العزيز رئيسا للبلاد، بعد فوزه برئاسيات جويلية الفارط، وتعهد الرئيس الجديد في خطاب ألقاه في مراسم التنصيب بمواجهة الإرهاب ب''حزم''.