على إثر اختطاف الرعايا الإسبان سارعت السلطات الموريتانية إلى غلق المنافذ الحدودية مع كل من السنغال ومالي والمغرب، ولوحظ انتشار لوحدات من الجيش بشكل مكثف في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية على طول الحدود مع الجزائر ومالي، بحثا عن المجموعة التي اختطفت ثلاثة مواطنين إسبان. وقالت مصادر أمنية لوكالة الأخبار الموريتانية إن وحدات الجيش الموريتاني المتواجدة داخل البلاد تعيش حالة استنفار منذ إعلان اختطاف المواطنين الإسبان. وفي هذا الإطار باشرت طائرات عسكرية إسبانية صباح أمس الاثنين مهمة البحث عن السياح الإسبان المختطفين في موريتانيا منذ مساء أول أمس، دون أن تتمكن حتى الآن من تحديد المكان الذي يوجد فيه السياح الثلاث الذين يعتقد على نطاق واسع أنه تم اختطافهم من طرف أحد فروع قاعدة المغرب الإسلامي في المنطقة. وبحسب مصادر إعلامية غربية فقد كان السياح الثلاثة ضمن قافلة إنسانية غادرت التراب الإسباني منذ أسبوعين وكان يفترض أن تتوجه بعد موريتانيا إلى السنغال وغامبيا، وتقوم القافلة بحسب نفس المصادر بتوزيع ماكينات خياطة وأجهزة كمبيوتر. من جانبه يواصل الجيش الموريتاني عمليات البحث المكثفة عن المختطفين، وسط أمل فى أن يكون الخاطفون مختبئين في منطقة غير بعيدة من مكان اختطاف السياح على بعد 169 كيلو متر من العاصمة الاقتصادية نواذيبو. وهذه هي أول مرة يختطف فيها سياح أجانب في موريتانيا، رغم أن محاضر التحقيق مع عدد من المعتقلين المنتمين للقاعدة في موريتانيا تحدثت عن عدة محاولات لاختطاف رعايا غربيين وبل ودبلوماسيين أحيانا. ومن بين الإجراءات التي سارعت إلى القيام بها قوات الجيش الموريتاني هو وضع الوحدات العسكرية على الحدود في حالة استنفار في انتظار مسح جوي قد تقوم به طائرات الجيش بالتعاون مع الأسبان خلال الساعات الأولى من يوم أمس من أجل تحديد وجهة الخاطفين والتضييق عليهم داخل المناطق الصحراوية القريبة وقطع الطريق أمام أي عودة محتملة لمعسكرات القاعدة شمال مالي، إلى جانب مراقبة الحدود الشمالية للعاصمة نواقشوط خوفا من تسلل الخاطفين إليها باعتبارها قد تكون الملاذ الآمن لهم، خصوصا وأن المعلومات المتوفرة لدى الأمن منذ شهرين تتحدث عن تواجد عناصر من الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي أصبحت تعرف بما يسمى بقاعدة المغرب داخل المدينة المكتظة، كما سارعت موريتانيا إلى غلق طريق ''شوم'' الواقع في شمال موريتانيا.