أكد المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة أمس من ولاية تيارت بأن "أبواب الأخوة والحوار والمصالحة الوطنية" لازالت مفتوحة، وأن هذا الموضوع الحساس لا يمكن تحديده بموجب قانون تنتهي صلاحيته بعد مهلة محددة، داعيا المتسببين في المأساة الوطنية إلى الاعتراف جهارا بما كبدوه من أضرار للشعب الجزائري ولسمعة الجزائر. وقد شكل موضوع السلم والمصالحة الوطنية، محور حملة المرشح بوتفليقة الذي تنقل إلى ولايتي تيارت وتيسمسيلت في إطار اليوم الخامس من الحملة الانتخابية، حيث ألقى خطاب حملته في اختتام فعاليات الندوة الوطنية للمثقفين الجزائريين حول المصالحة والسلم المدني والتي احتضنتها دار الثقافة لمدينة تيارت وحضرها بالمناسبة ممثلو المجتمع المدني، وعائلات ضحايا الإرهاب وممثلو مجموعات الدفاع الذاتي "الباتريوت". وبعد استماعه إلى خلاصة الندوة التي قال بأن ما جاء فيها من أفكار يلتقي مع مايريد تنفيذه في إطار تطبيق تدابير المصالحة الوطنية، سجل المرشح بوتفليقة صعوبة تجسيد هذا المسعى بالشكل الذي تحمله الآمال المرجوة، ملخصا ذلك بقوله "شتان بين الرغبة والواقع"، مشيرا إلى أن من تسببوا في المأساة الوطنية، مسوا بكبرياء الجزائريين وسمعتهم في الخارج، وأن هذا الأمر لا يعوض حسبه إلا بتجنيد كل الجزائريين الصالحين، غير مستبعد في هذا الصدد أن يكون من بين من ضل الطريق أناس صالحون، ولذلك "عليهم أن يعترفوا جهارا وأمام الشعب الجزائري بذنبهم، وإلا فليبقوا بعيدين عن ديارنا"، كما دعا هؤلاء إلى الاعتراف بالذنب من العواصم التي يتواجدون بها او من داخل الجزائر، "حتى نعرف بأنهم يتأسفون بالفعل على تشويه سمعة الجزائر، وعلى ما تسببوا فيه من مجازر في حق الأطفال والنساء". وأشاد المترشح بالمناسبة بصمود الشعب الجزائري "الذي وقف ضد هؤلاء بالمرصاد ولقنهم درسا مبينا"، وكذا بالجيش الوطني الشعبي ومختلف مؤسسات الأمن، "الذين أكدوا بدفاعهم عن البلاد بأن الدولة الجزائرية ليست أوهام تقرأ في الكتب الصفراء، وإنما دولة تمخضت أثناء ثورة التحرير المجيدة وأسست على المبادئ الإسلامية". وأثنى السيد بوتفليقة بالمناسبة على حزب حركة مجتمع السلم دون ذكره بالاسم، مكتفيا بقوله بأن هذا الحزب "يشارك في الائتلاف الحكومي ممثلا للإسلام الهادئ ويتبنى رأي الجزائر وما ينفعها اليوم وغدا"، كما نوه بجهود قوات الدفاع الذاتي "الباتريوت"، ووعد بصون حقوقهم، مثلما تم صون حقوق المجاهدين، وذلك اعترافا لهم بما قدموه للبلاد. وفيما أوضح بأن سياسة المصالحة الوطنية لا تقتصر على وضع قانون وتطبيقه فقط وإنما تتعدى ذلك إلى الثقافة والتربية، انتقد المترشح المستقل "أولئك الذين يتآمرون على البلاد من الخارج" في الوقت الذي نعيش فيه "في عالم لا يرحم الضعفاء وأن الجزائر تعتبر البلد الوحيد الذي يتآمر عليه أبناؤه من الخارج" غير انه أكد في المقابل بأنه بالرغم من أن المحنة أضعفتها فإن الجزائر "خرجت من هذه المحنة أقوى مما كانت عليه في السابق". وقال المترشح في سياق متصل "لقد خرجنا دون أحقاد أو ضغينة في القلوب، وأنجزنا في 10 سنوات ما لم ننجزه منذ 1962"، داعيا المواطنين إلى التصويت بقوة يوم التاسع أفريل القادم، قائلا في الصدد "أوصيكم بالصندوق خيرا حتى يتبين للداخل والخارج على أن الشعب الجزائري شعب حي". وحيا المترشح الجماهير التي استقبلته بحفاوة في كل الولايات التي زارها في إطار الحملة الانتخابية بما فيها ولاية تيسمسيلت حيث خصه مواطنوها أمس باستقبال حار بوسط المدينة، وقال في هذا الصدد "قد تكفيني هذه الاستقبالات الجماهيرية المكثفة، لأقنع المجلس الدستوري بأنني مرشح الشعب، لكنني لن افعل ذلك لأنني أحترم القوانين وأطبقها". كما طالب المترشح بوتفليقة من الجزائريين والجزائريات اختيار من يريدون "بكل حرية ووضوح" مؤكدا بأن المهم هو التصويت بكثافة يوم الاقتراع.