بيّن أمس المترشح الحر للرئاسيات القادمة عبد العزيز بوتفليقة أن الدولة لن تتنكر لعناصر الباتريوت الذين كانوا إلى جانب قوات الجيش الوطني الشعبي بالمرصاد في وجه الإرهاب، مضيفا إن المصالحة الوطنية لازالت مفتوحة ولا يمكن تحديدها بتاريخ معين، ومشددا على أن الذين تسببوا في المأساة التي أصابت الوطن عليهم أن يعترفوا بأنهم من أضروا بالوطن سواء كانوا اليوم موجودين بالداخل أو مقيمين بعواصم خارجية. وأوضح بوتفليقة خلال تدخل له ضمن فعاليات منتدى المثقفين الجزائريين الذي احتضنته دار الثقافة لولاية تيارت وحمل عنوان ''المصالحة والسلم الوطني'' أن المصالحة الوطنية لم تهمش أحدا وانه لا يرى أنها همشت أي طرف بالرغم ما كان من عنف وحساسية، كون أنها ذات أبعاد حضارية ، ومشيرا أن كلامه هذا لم يسقه لإحياء الضغائن إنما بالنظر لحجم ما تحمّله الجزائريون في الداخل والخارج والذي أساء إلى كبريائهم وشرفهم في الخارج، على حد ما بيّن بوتفليقة الذي أبرز أن الجزائريين يمكنهم الصفح عما سلف، إلا انه من الضروري على الذين كانوا سببا في ذلك الاعتراف بما اقترفوه سواء كانوا مقيمين في الداخل أو في عواصم خارجية، في إشارة منه إلى قيادات ''الفيس''، حيث قال في هذا الشأن أن الذين ''ضلوا الطريق وأضروا بالجزائر في العواصم الخارجية وفي الجزائر لا بد أن يعترفوا بخطئهم أمام الشعب، وان لم يفعلوا فعليهم البقاء بعيدين عن ديارنا''، ومضيفا أن اعترافهم يجب أن يكون كما قال ''جهارا نهارا". وأكد المرشح الباحث عن عهدة جديدة لاستكمال مساره الذي بدأه أن أبواب المصالحة الوطنية والحوار والأخوة لازالت مفتوحة، مبينا أنها ذات موضوع دقيق جدا من الناحية السياسية والعقائدية ولا يمكن فصله بالقانون أو بتاريخ محدد، إنما هو ''أمواج وأمواج فالله لا يهدي الناس في يوم واحد على حد ما ذكر بوتفليقة في هذا الإطار. وفي السياق ذاته، قال عبد العزيز بوتفليقة أن الشعب الجزائري كان بالمرصاد للذين حاولوا النيل من شرفه، مشيدا في الوقت ذاته بما قدمته عناصر الجيش الوطني ووحدات الأمن التي لقيت التفهم والدعم من الشعب الجزائري عن طريق عناصر الدفاع الذاتي، الذين وعدهم بحفظ حقوقهم ''عرفانا لما قدموه للجزائر خلال تلك الفترة''، مبينا أن هذا لا يعني خلق فئة مجاهدة جديدة . واستغل بوتفليقة وجوده في منتدى المثقفين لينتقد الأطراف التي ''تتآمر'' على البلاد مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر ''البلد الوحيد الذي يتآمر عليه أبناؤه من الخارج''، ومردفا ''حتى وان اختلف هؤلاء مع الحكومة فان الأمر لا ينبغي أن يصل إلى التآمر على حكومتهم وبلدهم''، ومبينا أننا ''نعيش في عالم لا يرحم الضعفاء، ومضيفا بالقول '' حتى ولو أضعفتنا الأزمة فقد خرجنا منها أقوى مما كنا عليه، والدليل أننا خرجنا دون ضغينة أو أحقاد ". ويرى بوتفليقة أن الدولة ''ليست أوهاما تقرأ في الكتب فالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تمخضت أثناء حرب التحرير''، وأنها ''تأسست على مبادئ إسلامية والدليل على ذلك هو تشكل التآلف الرئاسي من حزبين وطنيين وحزب إسلامي مشارك في الحكومة منذ ,''1999 مشيرا إلى أن هذا الحزب ''يمثل الإسلام الهادئ المبنى على الحوار والمنطق". وجدد المترشح الحر دعوة الشعب الجزائري إلى التصويت ''بكل حرية على من شاء وكيفما شاء''، مضيفا بالقول ''صوتوا معي أو ضدي فان لم تعجبكم حصيلتي طيلة 10 سنوات فصوتوا على الجزائر الخالدة''، مضيفا أن الذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم التاسع افريل المقبل ''يثبت للداخل والخارج أن الشعب الجزائري حي". ويشار إلى أن بوتفليقة قد التقى خلال جولته التي قادته إلى كل من تيارت وتسمسيلت بحشد من المواطنين ، رددوا هاتفات مؤيدة له في الحصول على عهدة رئاسية جديدة.