يشهد الطريق الرابط بين منطقة الحميز التابعة لبلدية الدارالبيضاء والطريق الوطني رقم 24 المار ببلديتي برج الكيفان وبرج البحري شرق العاصمة، نقصا فادحا في وسائل النقل، انعكس سلبا على تنقل المواطنين بهذا المحور الهام، الذي يعبره يوميا آلاف المواطنين الآتين نحو منطقة الحميز التجارية والمارين بها للتوجه نحو العاصمة تفاديا للعبور عبر الطريق 24 المكتظ على مدار الأسبوع، خاصة في أوقات الذروة· و يشتكي العديد من المواطنين القاطنين بأحياء اسطنبول فايزي، الباخرة المحطمة، سيدي ادريس ببلدية برج الكيفان من انعدام وسائل النقل بالمحور المختصر الممتد على مسافة 4 كلم والرابط للطريقين الوطنيين 24و05 هذا الأخير الذي أصبح مسلكا أكثر استغلالا من طرف سائقي السيارات، سيما الموظفين العاملين بالعاصمة الذين يتفادون المرور صباحا ومساء بالطريق المزدحم رقم 24، ويختصرون المسافة في ظرف قياسي بالمرور على منطقة الحميز ومنه الى الطريق الوطني 24· أما المواطنون الذين لا يملكون وسائل نقل فإنهم هم الأكثر تضررا، وحسب العديد ممن التقينا بهم بمنطقة الحميز ذكروا لنا أن مديرية النقل وبلديتي الدارالبيضاءوبرج الكيفان غضت الطرف عن وضعية السكان، رغم علمها أن المسلك صار متشبعا بالمستغلين له، وقال (فريد·ب) عامل بالعاصمة أنه يجد صعوبة كبيرة في الوصول الى عمله عند مروره بالمحور رقم 24، ولذلك فهو يضطر الى ركوب سيارات "الكلاندستان" العاملة للوصول الى الحميز ومنه الى وسط العاصمة، لكن محدثنا لم يخف معاناة المواطنين الذين لا يجدون وسائل أخرى عندما تنصب مصالح الأمن أو الدرك حواجز بالطريق المذكور وتطارد أصحاب السيارات "الكلاند ستان" ومنه يبقى المواطنون بدون نقل، ويضيف (علي·م) عامل بالمحمدية أنه صار مضطرا للمشي عبر "المحور المنسي" والتماس النقل لدى أصحاب السيارات المارة في حالة حضور أفراد الأمن وتوقف "الكلاند ستان" عن العمل· وفي ظل هذه الوضعية الصعبة يطالب المواطنون مديرية النقل التي لم تتحرك منذ أزيد من 5 سنوات بإيجاد حل لهذا المسلك وتغطيته بوسائل النقل الحضرية· وتشير مصادر مطلعة أن مديرية النقل لولاية الجزائر رفضت طلبات العديد من المهتمين بتغطية هذا المحور بدعوى أنه غير مجد، رغم أن معظم القاطنين بالأحياء المذكورة يمرون بهذا المسلك، وتضيف المصادر أن البيروقراطية المعششة في إدارة المديرية هي التي حرمت المواطنين من الإستفادة من خدمات النقل· لكن مصادر أخرى ذكرت لنا أن الناقلين هم الذين لم يهتموا بهذا الطريق لكون مديرية النقل فرضت عليهم التغطية الكاملة من مدينة برج الكيفان والرغاية، وهو ما اعتبرته مصادرنا بغير الناجعة بالنسبة للناقلين الذين يواجهون زحمة بالطريق الوطني رقم 24· للإشارة فإن بلديتي برج الكيفانوالدارالبيضاء اللتين يقع بهما المسلك المذكور غير مهتمين تماما بوضعية آلاف المواطنين القاطنين بضفافه، فهل تتحرك الجهات المعنية لحل هذا المشكل العالق أم أنها تنتظر عهدات أخرى حتى يكون بوسعها تسوية وضعية لا تأخذ من الوقت إلا أسبوعا على أكثر تقدير؟!· *