لقد أصبح خيار الشعب الجزائري التمسك بالمصالحة الوطنية يقلق كثيرا أعداء الجزائر الذين لا يروقهم أن يروا الجزائر ترفع رأسها من جديد بعد عشرية سوداء من الدماء والخراب والقتل. منظمة العفو الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان لا تختلف عن المنظمات غير الحكومية التي على شاكلتها من حيث انتقاء الأهداف والتعامل بمكيالين مع حقوق الانسان في العالم، فهي تغض الطرف على انتهاكات هذه الحقوق في فلسطينالمحتلة والمناطق الصحراوية المحتلة، وكذا انتهاكات هذه الحقوق من طرف دول عظمى. فقد انتظرت "أمنيستي" أن يخرج أحد من المترشحين لرئاسيات التاسع أفريل ويطالب بإلغاء المصالحة الوطنية، لكنها اصطدمت بذلك الاجماع على ضرورة مواصلة وترقية هذه المصالحة بين الجزائريين لطي صفحة المأساة نهائيا، وهو ما دفعها الى حشر أنفها في شأن داخلي محض وكأنها المترشح السابع خلال حملة الرئاسيات؟! ففي بيان لها وقعه فيليب لوترا القائم بأعمال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا نصحت "أمنيستي" الجزائريين بالتصدي لما أسمته ب"ثقافة الإفلات من العقاب" التي تهدد حسب زعمها مستقبل الجزائر، وتعني المصالحة الوطنية والعفو. وتذهب إلى أبعد من ذلك، وهي تذرف دموع التماسيح على عائلات ضحايا الإرهاب، الى المطالبة بإلغاء القوانين التي تجسد هذه المصالحة في الميدان حفاظا على مستقبل الجزائر. فمن الساذج الذي يصدق منظمة العفو الدولية التي تريد العودة بالجزائريين الى عهد ما قبل الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي هي خيار لا رجعة فيه" زكاه الشعب بأغلبية ساحقة وفي مقدمتهم عائلات ضحايا الإرهاب التي تتظاهر "أمنيستي" بالبكاء على حقوقهم. إن هذه المنظمة التي يعرف الشعب الجزائري جيدا مقاصدها وأغراضها الدنيئة تريد أن تعود بالجزائر إلى ما قبل عهد الوئام، عهد اللاستقرار واللاأمن واللاطمأنينة، لكن هيهات فلتبحث عن أغنية أخرى إن وجدت من يستمع إليها أما نحن فإننا متأكدون أنه ما دامت المصالحة الوطنية بين الجزائريين تقلق البعض، فإن الجزائر بخير وفي طريق الصواب.