بدأت منذ أيام، الحركة تدب بشكل كبير بسوق بئر خادم، استعدادا لشهر رمضان، وتوافد مرتادو هذا المرفق العمومي بكثافة على اقتناء مختلف السلع الاستهلاكية، حسبما لاحظنا خوفا من ارتفاع أسعارها، ولم تتخلف النسوة اللواتي اقتحمن السوق في شراء ما يلزمهم من التوابل والأواني المنزلية، لإعداد مائدة رمضان بنكهة متميزة. عشية حلول الشهر الكريم، ها هي حظيرة ركن السيارات اللصيقة بسوق بئر خادم تعج بالمركبات، "إنها رائحة رمضان"، يقول أحد أعوان حراسة المركبات لزميله، الذي راح يوجه سائقة إحدى السيارات، وينصحها بتضييق المسافة بينها وبين المركبات المجاروة، حتى تكفي المساحة الموجودة بجوار السوق لاستقبال عدد أكبر من المركبات، التي تقل زبائن تعودوا على هذا المرفق. وما زاد في توافد الزبائن على سوق بئر خادم أيضا، سهولة الوصول إليه، فحافلات النقل العمومي مصطفة على بعد أمتار قليلة من بوابته، حيث يلاحظ الزائر مشاهد العديد من المواطنين الذين يحملون أكياسهم المملوءة بالخضر والفواكه ومختلف المستلزمات، ويستقلون الحافلات، وآخرون يقومون بتوقيف سيارات الأجرة، فيما يتكفل أعوان الحظيرة بتنظيم حركة دخول وخروج المركبات في السوق، في مشهد لا يزول إلا عندما يقترب مغيب الشمس. وما إن تطأ أقدام المتبضعين السوق من أبوابه الأربع، حتى يسمعوا هتافات التجار هنا وهناك، لاسيما باعة لحوم الدجاج، الذين يتنافسون في ترويج بضائعهم ويرغبون المتسوقين في اقتنائها، فيما ينهمك باعة الخضر في تزيين مربعاتهم التجارية بشتى الخضر والفواكه، لجلب زبائنهم أيضا. لكن رغم الإقبال على هذا السوق، فإن العديد من المواطنين ذوي الدخل الضعيف تراهم يترددون على معظم طاولات العرض، لعلهم يجدون أسعارا منخفضة، خاصة ما تعلق بالخضر غير الموسمية كالفلفل الطماطم والكوسة، هذه الأخيرة التي التهبت أسعارها خلال اليومين الأخيرين، من 80 دج إلى قرابة 200 دج، مما يضطرهم إلى شراء أرطال فقط من كل مادة، كونها أساسية في المطبخ الجزائري. وبشأن الوقاية من فيروس "كورونا" الذي لا يزال يحصد الأرواح، اختفت تلك التدابير الصحية التي كانت مطبقة بهذا السوق، كفرض ارتداء الكمامة على المتسوقين، وعدم اصطحاب الأطفال وغيرها من الإجراءات الاحترازية، و"عادت ريمة إلى عادتها القديمة"، حسبما ذكره أحد المتسوقين الذي شكل استثناء بالسوق، حيث كان يرتدى الكمامة، ويدفع أمامه قفة ذات عجلات، وقد تتعقد الوضعية أكثر خلال أيام رمضان، التي يتدافع فيها المواطنون داخل هذا الفضاء المغلق، مما يشكل خطرا على صحتهم ويهدد بانتشار الوباء.