عدد المشاركون في الندوة التاريخية المنظمة بالمتحف الوطني للمجاهد بمناسبة إحياء الذكرى ال65 المزدوجة لاستشهاد القائد سويداني بوجمعة المدعو "الجيلالي"، وكذا وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس، إنجازات وإسهامات الرجلين في مجال مكافحة المستعمر وخططه ووعيهما السياسي المبكر ضد المستعمر الفرنسي، الأول في ميدان السلاح والثاني في مجال العلم والتنوير. وتطرق الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، ممثلا لوزير المجاهدين، الطيب زيتوني، إلى مسيرة الشهيد سويداني بوجمعة، منذ انضمامه إلى صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية في سن مبكرة، إلى غاية التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني، مرورا بسجنه ثم التحاقه بالمنظمة الخاصة ثم مجموعة 22 التاريخية التي هندست للثورة والاستقلال. وعرض ربيقة أشهر عملية قادها الشهيد سويداني بوجمعة، بأمر من المنظمة الخاصة، وهي "الهجوم على "بريد وهران" في 5 أفريل 1949، مبرزا الوعي السياسي والنضج العسكري خلال تلك الفترة. كما أشرف سويداني بوجمعة، يضيف المتحدث، على عدة اجتماعات هامة في المنطقة الرابعة التاريخية، حيث خطط للعديد من العمليات الفدائية وقاد عدة معارك ألحق فيها الهزائم النكراء بالقوات الاستعمارية، إلى أن استشهد في سبيل تطهير أرض الجزائر من الاستعمار يوم 16 أفريل 1956. في سياق ذي صلة، تحدث ذات المسؤول عن وفاة رائد النهضة في الجزائر الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، الذي وصفه ب"الرجل الذي أضاء دروب الحق بنور العلم"، مؤكدا أن مراحل النضال والانتصار تعتبر "صفحات خالدة تفرض على الأجيال المعاصرة أن تعتني بها عناية بالغة من أجل تحقيق تواصل تاريخي وحضاري يربط الماضي بالحاضر ويبني جسور تواصل وطيدة بين السلف والخلف". كما أوضح مدير المتحف الوطني للمجاهد، مراد أوزناجي، أن العلامة عبد الحميد بن باديس، فهم مبكرا أن "الاستعمار جاء بهدف فرنسة اللسان والدين والوطن"، إذ قام ابن باديس بحملة لمحاربة مخططات فرنسا في هذا المجال، مشيرا إلى أن جهوده كانت تدعو لرص الصفوف وتوحيد الجهود، بعد سنوات من التجاذب والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.. وشدد على أن العلامة بن باديس تفتح على جميع التيارات والتوجهات العاملة وتعامل معها بحكمة متناهية، حيث أرادها ثورة "هادئة شاملة"، تبدأ وتنتهي إلى الأهم، واستعان بالمقالة الصحفية وبتفسير القرآن العظيم وتأسيس المدارس..