أحيت مدينة القليعة، أمس، الذكرى ال62 لاستشهاد البطل بوجمعة سويداني، المصادفة ليوم 16 أفريل من كل سنة بحضور وزير المجاهدين، الطيب زيتوني الذي اعتبره أحد رواد الثورة الذي يتمتع بذكاء وعبقرية نادرة. وقال الوزير في كلمة بدار الثقافة أحمد عروة بالقليعة بعد قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة بالمعلم التذكاري بوادي مازفران، أين سقط في ساحة الشرف في مثل هذا اليوم من عام 1956، ان الرجل ظهرت عليه منذ سنوات الصغر سمات الأبطال والعظماء ما سمح له بتأدية دور ريادي إبان الثورة. وعدد الوزير خصال أحد أعضاء المجموعة ال22 التاريخية وسماته، فقال انه كان يتمتع بذكاء خارق للعادة و عبقرية نادرة و نضج سياسي في سن مبكرة سمح له ببلوغ مهام قيادية في صفوف الثورة عن جدارة واستحقاق قبل أن ينال شرف الاستشهاد من أجل استقلال الجزائر. وبالمناسبة، جدد وزير المجاهدين عزم الدولة الجزائرية مواصلة الحفاظ على الأمانة التي ضحى من أجلها البطل إبن مدينة قالمة سي بوجمعة وغيرهم من الشهداء والمجاهدين قبل أن يدعو شباب اليوم وجيل الاستقلال للإقتداء بسيرة الأسلاف والإستلهام من نضالاتهم وبطولاتهم، مبرزا المقاومة الشرسة التي أداها بطل الثورة المجيدة في وجه قوات الاحتلال بوجمعة سويداني قبل الاستشهاد. وتميزت مراسيم الاحتفالات الرسمية بالذكرى، التي أشرف عليها وزير المجاهدين رفقة والي تيبازة، غلاي موسى بحضور عدد من المواطنين والأسرة الثورية والسلطات الأمنية والعسكرية للوقوف على مناقب الرجل وبطولاته وتضحياته في سبيل استقلال الجزائر، إطلاق تسميات شهداء على عدد من الاحياء بالقليعة. وبعد تقديم السلاح من قبل فرقة من الجيش الوطني الشعبي ووضع باقة من الزهور على المعلم التاريخي المخلد،توجه الوفد إلى دار الثقافة أحمد عروة أين تم توزيع مفاتيح شقق على عدد من المستفيدين من سكنات اجتماعية بالقليعة إلي جانب إقامة معرض يؤرخ لنضال الشهيد البطل سويداني. ويعد الشهيد البطل سويداني بوجمعة، الملقب باسم سي الجيلالي، من خيرة أبناء الوطن حيث إلتحق بصفوف الكشافة الإسلامية وظهرت عليه ملامح النضال، فانخرط في صفوف حزب الشعب سنة 1942 قبل أن ينضم إلى المنظمة الخاصة ويشارك في العملية الشهيرة الهجوم على بريد وهران ويشارك في الاعداد والتخطيط لعديد العمليات بڤالمة. كما تأثر سي الجيلالي بعمق بمجازر الثامن ماي 1945 قبل أن يتمرس في السياسة ويواصل دربه في النضال وتخصصه في مجال الأسلحة من 1948 إلى 1950 حيث انتقل إلى الجزائر العاصمة لتدريب الثوار على استعمال الأسلحة. وقد لعب سويداني بوجمعة دورا بارزا في اندلاع الثورة حيث شكل أحد أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي تأسست مطلع سنة 1954 تحضيرا لاندلاع الثورة أين تقلد منصب قائدا لناحية متيجة حارب فيها العدو الفرنسي بشراسة، إلى أن وافته المنية إثر سقوطه في حاجز لقوات الاستعمار بوادي مزفران.